مشاكل الفيوم لا تنتهي، الإهمال وغياب الرقابة طالا كل شيء حتي أصبحا عنوانا لها ، تمتلك مزارا سياحيا رائعا لا تجيد تسويقه واستغلاله بالشكل الذي يتناسب مع تميزها عن باقي محافظات الجمهورية . ولكن كيف لها أن تنهض سياحيا وهي تعاني تدنيا واضحا في الخدمات الأساسية كالصرف الصحي ومياه الشرب والنظافة والطرق، كذلك المستشفيات والوحدات الصحية والتي غاب عنها الأطباء واختفت منها حتي أبسط المستلزمات للإسعافات الأولية ؟! يقول سيد الشورة مدير عام الآثار بالفيوم، إنه يوجد ثلاث وثلاثون منطقة آثار وتشمل مختلف العصور حيث تضم 12 منطقة للآثار إسلامية وقبطية منها خمس مناطق مفتوحة للزيارة فقط، أما باقي المناطق فهي مغلقة نظرا لعدم استعدادها لاستقبال الزائرين. ويضيف أن تعامد الشمس علي قدس الأقداس علي معبد قصر قارون تعد له احتفالية في يوم 21 ديسمبر وهذا توقيت بداية فصل الشتاء من كل عام وكان البدء بذلك الاحتفال منذ ثماني سنوات مؤكدا أن هذا المعبد لا علاقة له بقصر قارون الذي ذكر في سورة القصص بالقرآن الكريم، حيث إن تلك التسمية خطأ وإنما سبب هذه التسمية هو وجود نتوءات يطلق عليها قرن وهي تشبه الأنف أو القرن وغيرها مما دعا العامة إلي أن يطلقوا عليها بحيرة القرون ثم حرف في العصر الإسلامي إلي بحيرة قارون كما أطلقوا نفس الاسم علي القصر المجاور ونسجوا حوله الأساطير. واشار احد العاملين بالمحافظة الذي رفض ذكر اسمه أن بحيرة قارون تعد من الأماكن السياحية المهمة بالمحافظة وتبلغ مساحتها 55 إلف فدان وأكبر عمق فيها هو عشرة امتار وتستقبل عشرات الآلاف من الطيور المهاجرة التي تصل من أوربا في فصل الشتاء وتتكاثر في البحيرة. وأوضح أن البحيرة في الماضي كانت تنتج أنواعا عديدة من الأسماك في السنوات الأخيرة وقد انقرضت الآن وذلك بسبب نسبة الملوحة العالية ووجود بعض الحشرات التي تأكل الأسماك، حيث تدخل بجسم السمكة «الخيشوم» مما يسبب قلة الإنتاج وتقوم المحافظة حاليا ببذل جهد كبير وصرف مبالغ طائلة حتي تتخلص من مشكلة الملوحة وإزالة الرواسب من البحيرة بتكرير للمياه قبل دخولها إلي البحيرة بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. وفي البحيرة انشطة متعددة مثل استخراج الأملاح التي منها ملح الطعام ومشتقاته وذلك من خلال مصنع إميسال بالمنطقة الصناعية بالفيوم. ويقول وحيد أحمد توفيق الشريف، أمين متحف كوم أوشيم، إن المتحف تم إنشاؤه في سنه 1974 وتم تجديده في عامى 1994و2016 وبه 350 قطعة والمتحف يتكون من طابقين وقاعتين القاعة الأولي تضم مجموعة من الآثار والمقتنيات التي تخص حياة المصري القديم في مختلف العصور، منها الفرعوني والروماني والقبطي والإسلامي وتبلغ مساحته 360 مترا مكعبا ويحتوي علي 2500 قطعة ، ويعد المعروض منه جزءا بسيطا والباقي بمخزن المتحف وهو عبارة عن مشغولات وحلي للسيدات وقطع وأوان فخارية من الزجاج والمرمر وأدوات غزل ونسيج ومجموعة من الحفر البارز والغائر لاشكال طيور ومصابيح للزينة، وتضم القاعة الثانية بالدور العلوي بعض الإيقونات الخاصة بالعصر القبطي وشاهد قبر ومجموعة من التمائم ومركبا جنائزيا وتمثالا للسيدة تسمي النائحة «المعددة» واثنتين من المومياوات واحدة داخل تابوت وأخري جسد دون تابوت محفوظة في لفائف من الكتان والشرائط والخيش والحنة ومادة الصمغ. وتشير كاملة احمد حامد، احدي السيدات اللائي أسسن صناعة مشغولات الخوص بقرية الإعلام بالفيوم، إن الصناعة تحتاج إلي معارض لان هناك مشكلة وهي ارتفاع سعر إيجار المعرض، حيث يتراوح ما بين 600 و700 جنيه في مدة عشرة أيام، مما يشكل عبئا علي أصحاب الورش وتشكو من أنها تقدمت بعمل رخصة لمشغل الخوص وتتساءل: كيف لا يكون لدي رخصة موجودة حتي الآن خاصة أن صناعة الخوص يأتي إليها الكثيرون من مختلف الدول العربية والأجنبية؟ كما أن المنتجات تصدر للعديد من الدول مثل السعودية والكويت وبلجيكا، وتتمني من المسئولين ورجال الأعمال أن يدعموا تلك الصناعة. صناعة الخوص من الحرف الشهيرة بالفيوم تصوير مجدى عبدالسيد وضعنا كل هذه الملاحظات أمام اللواء عصام سعد الذي تولي منصبه كمحافظ للفيوم منذ ثلاثة أشهر والذي قال إن المحافظة بالفعل يوجد بها بعض المشكلات لكننا نسعي بكل الطرق لعلاجها وخلال فترة وجيزة سوف يكون هناك تغير ملحوظ، مؤكدا أن المحافظة تقدم كل الخدمات من خلال القطاعات الخدمية التي تعمل جاهدة وتسعي دائما للتيسير علي المواطن وتوفير جميع الاحتياجات الأساسية له حتي يحيا حياة كريمة. ولذلك كما يضيف نقوم بعمل حملات يومية لمعرفة أوجه القصور في مختلف مناطق المحافظة لحصرها والعمل بشكل سريع علي التعامل معها فور اكتشافها، وهناك ميزانية مخصصة لمواجهة المشكلات المختلفة وحلها كمشكلة الصرف الصحي ومياه الشرب والنظافة و أيضا رصف وتمهيد الطرق وازالة كل المعوقات الموجودة من أجل راحة المواطنين والتخفيف عنهم من ناحية، وتشجيع السياحة وتنشيطها في المحافظة من ناحية أخرى، حيث إنها مليئة بالثروات الطبيعية التي تضعها في مقدمة المدن السياحية.