تجربة جديدة نرصدها خلال هذه السطور، وهى احتضان كلية الفنون الجميلة لمبدعة من ذوى الاحتياجات الخاصة، بطريقة تدريب مختلفة وبخطوات مدروسة تدعم اكتسابها لمهارات متعددة، تعينها على التكيف السريع مع إعاقتها وتحديها لمعوقات المجتمع وزيادة ثقتها بنفسها وبقدراتها، التجربة بطلتها مريم وجيه فؤاد ابو السعد، فتاة فى العشرين من عمرها، شاء القدر ان تولد بمتلازمة داون، قالوا عنها من ذوى الاحتياجات الخاصة، ولكنها تحدت واقعها وتفوقت على نفسها، لتصبح من ذوى القدرات المميزة، لاحظت والدتها عشقها للألوان والرسم، فساعدتها على تنمية موهبتها إلى أن شاركت فى ملتقى أولادنا الدولى لفنون ذوى القدرات سنة 2017، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفازت وقتها بشهادة تقديرية، شجعها الفوز على تنميه مهاراتها، وساعدتها والدتها، وهو ما انعكس فى العام التالى حين شاركت بلوحتين، وأبهرت الفنانين والنقاد المشاركين، وفازت بكف الملتقى على مستوى 33 دولة أوروبية وعربية. على الأرفف فى بيت مريم، تقبع العديد من الميداليات والشهادات، فى عدة مجالات تشهد بقدراتها الكبيرة المتنوعة، ففى السباحة حصلت على أكثر من 50 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية، وتفوقت فى رقص الباليه، حيث تدرس حاليا فى أكاديمية الفنون فى الصف الثانى دراسات حره، وفى مجال الكمبيوتر تدرس فى احدى الأكاديميات الدولية وحاصلة على دراسة Get Connect، إضافة إلى دراستها حاليا فى ريادة الأعمال. يقول الدكتور اشرف رضا الأستاذ بكلية الفنون الجميلة ووكيل الكلية لشئون المجتمع ورئيس الفنون التشكيلية فى ملتقى أولادنا الماضي، أن مريم جذبت انتباهنا خلال الملتقى بما تملكه من الهام وإبداع ورغبة فى دراسة الفنون بالكلية، لذا منحناها منحة دراسية بالقسم الحر فى الجرافيك، ولاقت إعجاب أساتذتها لحرصها الشديد على التفاصيل، وانهت التدريب الأسبوع الماضي.ونظرا لتفوقها قررت إدارة الكلية مد المنحة لدراسة فن النحت، بداية فى فبراير المقبل، ويضيف اشرف رضا، بأنه وعد مريم بإقامة معرض خاص بأعمالها نهاية هذا العام، وتعد هذه التجربة الاولى من نوعها بالنسبة لكلية الفنون الجميلة فى احتضان ودفع ذوى القدرات الخاصة. حياتها إبداع وإصرار تقول هناء أمين والدة مريم، أنها بدأت مشوار إلحاقها ببرامج تنمية القدرات المختلفة، حتى وصلت لسن الالتحاق بالمدرسة. وقد رفضتها جميع المدارس إلى أن استطعت إلحاقها بمدرسة دمج حكومية، واصبحت تلميذة متفوقة، ولكن واجهتنا مشكلة التنمر من زملائها، وكثيرا ما كانوا يعتدون عليها بالضرب، فنقلتها الى مدرسة بها قسم خاص بذوى الاحتياجات، .. وقد شجعت مريم على ممارسة السباحة، حتى أصبحت بطلة العرب لسنة 2014، وتدرس حاليا الباليه والكمبيوتر الى جانب الفنون، وتعتبر مريم دراستها للفنون أهم مرحلة فى حياتها، بعد مشاركتها فى ملتقى اولادنا، كما شاركت مريم فى مسابقة موهوب مصر فى الفن التشكيلى 2018.. وقد كرمها وزير الشباب والرياضه ووزيرة التضامن، وايضا وزير البيئة لمشاركتها فى تدوير المخلفات مع مدرستها.. وكرمتها مدرستها لأنها من الرواد والملهمين بالمدرسة وتضيف هناء: أمنية مريم مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسي.