بيئيا، لا حديث للمتخصصيين وغير المتخصصين، سوى البحث عن مخرج لمضار البلاستيك ومخاطره.. وحملات مكافحة التلوث من مضاره تتصاعد كل يوم، وتنمو وتتزايد لتكاد تصل إلى ثورة ضد الإسراف في استخدام البلاستيك الذي يحمل مخاطر مباشرة، على التنوع البيولوجي، لاحدود لها، وأخرى غير مباشرة على التنمية المستدامة، وأيضا على البيئات البرية والبحرية والجوية، وبالتالي على الصحة العامة والغذاء، فالأمر لا يتعلق بالبيئة، فقد تجاوزتها إلى المخاطر الصحية والغذائية المباشرة. البلاستيك مادة مهمة، ولكن السيء في إساءة استخدامها أو التخلص منها، ومخاطره على البيئة والصحة، باعتبار أنه لا يتحلل، وفي الوقت الذي نسرف في استخداماته، وأشهرها الحقائب البلاستيكية، وغيرها ما يعود إلينا في المعدة، عن طريق لحوم الحيوانات والأسماك والأحياء البحرية، التي تتغذي على النفايات البلاستيكية، وما أكثر ما نشاهد أطفالا مشوهين، أو ناقصى النمو، فضلا عن نفوق الحيتان والأحياء البحرية. من المؤكد أن الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، تحمل الكثير من الطموحات والمبادرات في هذا المجال، خاصة بعد عودتها من ألمانيا مؤخرا، بعد اطلاعها على الشركات المتخصصة في تدوير المخلفات، ولاشك أن لديها الكثير من البدائل المستدامة صديقة للبيئة، والأفكار والمبادرات الواعدة. والخطورة أن الأكياس البلاستيكية غير قابلة للتدوير وتستغرق مئات الأعوام لكى تتحلل وتنتهى كميات منها فى البحار والأنهار، ما يعرض الكائنات المائية إلى النفوق، وحرقها يتحول إلى جسيمات وغازات سامة تدمر صحة الإنسان. في يونيو الماضي، أطلق الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة السابق، المبادرة الوطنية لتغيير سلوكيات المستهلك، وتوعيته بأضرار العبوات البلاستيكية، والمطلوب اليوم إﺟﺮاءات وﺘﺸﺮﻳﻌﺎت ملزمة، للحد من استخدام الأكياس البلاستيك، ولا مفر من ﻓﺮض ﻏﺮاﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻷﻛﯿﺎس اﻟﺒﻼﺳﺘﯿﻜﯿﺔ حماتية لحياتنا وصحتنا. والحقائق تقول إن أكثر من 70٪ من الفضلات البحرية هي بلاستيك غير قابل للتحلل.. ومن المتوقع أن يتضاعف 3 مرات خلال عقد من الزمن، وإن النشاط الإنساني ينتج حوالى 300 مليون طن بلاستيك سنويا، نصفها يستهلكها الأفراد، ومليون طن تلقى في البحار والمحيطات سنويا، أسوأها الحقائب وأكياس البلاستيك، والمفزع أننا نستخدم سنويا نحو 500 مليار كيس، ومليون شنطة بلاستيك كل دقيقة.. هل نتخلص من البلاستيك بوضعه في حقائب من البلاستيك.. وحوادث نفوق الحيتان والأسماك علي الشواطئ لم تتوقف، بعد أن وجد العلماء تمزقا في جهاز حوت نتيجة المكونات البلاستيكية التي ابتلعها عن شاطئ مورسيا "Murcian"، جنوب إسبانيا، وبداخل معدته 30 كيلو جراما من البلاستيك، وهذا الحادث يتكرر بشكل يومي، كما حدث على شاطئ بحر الشمال بألمانيا، وعثر على حيتان في معدتها مواد بلاستيكية، كما اكتشف أن من بين 13 حوتا نافقة، تموت 4 منها بسبب نفايات البلاستيك.. وعندما تلتهم الحيتان والدلافين القمامة البحرية، فإنها تتسبب في أضرار مادية لجهازها الهضمي، فعندما تأكل النفايات، تشعر بالشبع، ما يقلل من غريزتها للتغذية، وبالتالي موتها ببطء. وبعد الحيوانات والإنسان والأحياء المائية، لم ينج الطائر من المخاطر، حيث تموت الآلاف من الطيور المهاجرة وغير المهاجرة من التهامها النفايات البلاستيكية، إضافة إلى موت النوارس بالمئات.. فهل نتخلى عن إدماننا للبلاستيك؟.. "لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها". لمزيد من مقالات ثابت أمين عواد