مع بداية العام 2019، ارتدت مصر ثوبها الإفريقي، الذى يعكس مكانتها فى قارتها، فهى الآن تتولى قيادة القارة السمراء، لتستدعى من كتاب التاريخ صفحات ناصعة، كانت فيها مصر البوصلة التى تحدد مسار شعوب القارة نحو الاستقلال، ودعمت كل قوى التحرر الوطني، ودفعت فى سبيل ذلك الكثير من المال وتلقت العديد من الطعنات عبر مؤامرات وحروب شنتها قوى العدوان الرافض لتحرر إفريقيا، التى كانت بالنسبة لها بئر خيرات تنهل منه ماتشاء وقتما شاءت، فيما حرمت الشعوب من خيرات بلادها عقودا طويلة، الى أن تمكنت تباعا من التحرر ونيل استقلالها وسيادتها على ارضها، واجتمعت ارادة زعمائها على تكوين منظمة تجمع الدول وتدافع عن حقوقها فكانت منظمة الوحدة الافريقية التى اتخذت من العاصمة الأثيوبية أديس ابابا مقرا لها، ثم التقت الارادة السياسية للقادة الافارقة على تطوير منظومة العمل الجماعي، فتغير المسمى واتسع المفهوم ليصبح الاتحاد الإفريقى منذ العام 2002 وبقى مقره فى اديس ابابا وتعددت هيئاته على غرار الأممالمتحدة، ومع العولمة وتشابك المصالح او تعارضها داخل القارة وخارجها، واصرار الدول المستعمرة على البقاء فى قلب القارة وعلى تماس مع الدول التى كانت تحت سيطرتها، بات على قادة الدول الافريقية بذل الكثير من الجهد من أجل ضمان استقلال قرارها، وتجاوز ويلات الحروب الاهلية والاقتتال على السلطة التى تزامنت مع انتشار الاوبئة الخطيرة، مع العمل من أجل التطوير وتسخير خيرات البلاد لتوفير حياة كريمة للبشر، من هنا يأتى دور مصر الرائد والمتجدد فتكون قيادتها للقارة متزامنة مع مبادرة رئاسية بعقد منتدى افريقيا فى اواخر العام الماضى بمدينة شرم الشيخ، ليكون ايذانا باستعداد مصر للقيام بمهمتها على أكمل وجه، وهو الامر الذى ظهر من خلال حماسة الرئيس السيسى فى المؤتمر وإعلانه محافظة اسوان عاصمة الشباب الإفريقى فى العام 2019، باعتبارها بوابة مصر الجنوبية المطلة على القارة، ومنذ ذلك الإعلان ومصر كلها تتجه شطر أسوان بتنظيم فعاليات رياضية وثقافية وشبابية ومؤتمرات علمية وعامة، وكالعادة كانت وزارة الشباب والرياضة صاحبة السبق واليد الطولى فى ترجمة استراتيجية الدولة وقراراتها إلى واقع ملموس من خلال خطة عمل تضمنت 26 نشاطا رياضيا وفنيا وثقافيا يشارك فيه الشباب المصرى مع نظرائه من أبناء القارة السمراء، فها هو قطار الشباب يجدد عهده مع بلاد الذهب أسوان ليعرف الشباب بأولى محافظات الوطن استقبالا لشريان الحياة النيل الخالد، وهاهى الاتحادات النوعية التى تخضع لإشراف مباشر من الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضية باعتبارها الاذرع التنفيذية للوزارة والمعنية بنشر الممارسة الرياضة واتساع قاعدتها وتنفيذ البرامج التى تحقق اهداف الدولة فى كل القطاعات من خلال الاتحادات النوعية المعنية بالشركات والعاملين بالحكومة والجامعات والمدارس والرياضة للجميع والملاحة الرياضية والألعاب الالكترونية واتحادات ذوى الهمم واصحاب القدرات الخاصة، كلها تشارك فى منظومة عمل يقودها اتحاد الثقافة الرياضية المعنى بنشر القيم الرياضية وترجمة مفاهيم الرياضة وثقافتها المتمثلة فى العمل الجماعى وتقبل الآخر والتسامح والتعاون والتطوع بهدف ان تصبح الرياضة فلسفة حياة لدى الشعب العاشق للرياضة، والتى يرى فيها أمنه النفسى والوطنى عبر التاريخ منذ عهد أمنحتب وحتى الان، فهى البلد الوحيد الذى عرف الرياضة وفلسفتها وابتكر لعباتها ومارسها، فكان أن أهدت مصر للبشرية عديد اللعبات التى تمارس حتى الآن، من هنا كان من حسن الطالع ان تنظم مصر بطولة الأمم الإفريقية فى الصيف المقبل خلال عام زعامتها للقارة، فمن غير مصر ينال شرف استضافة النسخة الأولى من البطولة بعد زيادة عدد منتخباتها المشاركة ليصبح أربعة وعشرين منتخبا بعد أن كان ستة عشر، لكل هذا فإن الاحتفاء بعام مصر افريقيا يجب ان يكون مختلفا يليق بتعانق حضارة مصر الخالدة مع ثقافة إفريقيا المتفردة، فهى لحظة نادرة أن تجتمع فيها حضارة مصر مع الثقافات الإفريقية المتعددة المشارب والمتنوعة الألوان، من هنا كان اختيار الاتحادات النوعية المصرية لشعار: هيا نتحد ونحتفل بزعامة مصر الافريقية، من خلال تنظيم عدة فعاليات يشارك فيها شباب مصر مع أشقائهم من شباب القارة ، تعكس تنوع تراثهم وتلاقيه فى آن واحد مع القيم الانسانية المشتركة، من خلال تباريهم فى تقديم نماذج من الفنون والمشاركة فى ماراثون يحض على ثقافة التبرع وسيكون لمصلحة مستشفى مجدى يعقوب للقلب ومرضى الكبد بأسوان، ومباراة تجمع نجوم مصر مع نجوم افريقيا المحترفين فى مصر، وتنظيم مؤتمرين اولهما ثقافتنا تجمعنا والثانى عن استراتيجية شبابية لمكافحة الارهاب ومهرجان للرياضة للجميع وأولمبياد مصر إفريقيا، كل هذه الأنشطة تمهيد لاستقبال الحدث الكروى الاكبر فى القارة والذى نثق أن تنظيمه سيكون لائقا بمصر وإفريقيا. لمزيد من مقالات أشرف محمود