في تهديد بفرض «المنطقة الآمنة» علي الحدود السورية بالقوة، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلي إقامة هذه المنطقة علي الحدود في غضون بضعة أشهر، وإلا فإن أنقرة ستتكفل بذلك ل «وحدها». وقال أردوغان في خطاب نقله التليفزيون: «نتوقع أن يتم الالتزام بالوعد الذي قطع بإقامة منطقة آمنة لحماية حدودنا من الإرهابيين في غضون بضعة أشهر، وإلا فسنتكفل بذلك بأنفسنا». وأضاف أردوغان في كلمة بإقليم أرضروم الشرقي إن اتفاقا مبرما مع سوريا عام 1998 يسمح لتركيا بدخول الأراضي السورية عندما تواجه تهديدات، وأضاف أن إقامة تحالف دولي للمنطقة الآمنة أمر غير وارد. وعلي صعيد مقابل،أعلن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني خلال مقابلة مع وكالة «فرانس برس» أن الوجود العسكري ل«الخلافة» التي أعلنها تنظيم داعش سينتهي خلال شهر في حد أقصي، مع اقتراب المعارك في شرق سوريا من خواتيمها. وقال كوباني، الذي يقود قوات سوريا الديمقراطية منذ تأسيسها في عام 2015 ونادرا ما يتحدث لوسائل الاعلام: أظن أننا خلال الشهر المقبل سنعلن بشكل رسمي انتهاء الوجود العسكري علي الأرض للخلافة المزعومة، مضيفا: نستطيع القول إن عملية قواتنا ضد تنظيم داعش في جيبه الأخير وصلت إلي نهايتها. وأوضح كوباني، وهو يرتدي بزته العسكرية داخل أحد مقرات قوات سوريا الديمقراطية قرب مدينة الحسكة شمال شرق سوريا، أن فترة الشهر «كحد أقصي» تتضمن الوصول إلي الحدود العراقية وتطهيرها وتطهير المنطقة من الألغام وملاحقة الخلايا المختبئة فيها. وخاضت قوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية، منذ تأسيسها وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، معارك كبري ضد التنظيم، وطردته من مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا. وأوضح كوباني أن التنظيم، وبعد طرده من مدينة الرقة، التي شكلت معقله الأبرز في سوريا، في أكتوبر 2017، أطلق إستراتيجية جديدة بالتحول من «الولاية العسكرية إلي الولاية الأمنية»، وهذا ما يتضمن »تنظيم الخلايا النائمة في كل مكان وتجنيد الناس مجددا بشكل خفي وتنفيذ عمليات انتحارية وتفجيرات واغتيالات ضد المقاتلين والمدنيين علي حد سواء. وأكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية أن أي اتفاق مع الحكومة السورية يجب أن يضمن »خصوصية« قواته بعدما تمكنت من طرد تنظيم داعش. وشدد علي وجوب أن «يضمن أي اتفاق سياسي خصوصية» قواته التي قاتلت التنظيم المتطرف «نيابة عن كل البشرية»، مؤكداً أنها «حمت شمال شرق سوريا، وحررت هذه المناطق ومن حقها أن تستمر في حماية المنطقة». وأضاف، خلال مقابلة في أحد مقرات قواته قرب مدينة الحسكة (شمال شرق)، «هذا هو خطنا الأحمر ولا يمكننا التنازل عن ذلك» في المفاوضات التي أكد أنها ما زالت مستمرة. وعلي صعيد آخر، أعلن مندوب إيران لدي النمسا السفير كاظم غريب أن روسيا تقوم بتعطيل «إس 300» خلال الهجمات الإسرائيلية في سوريا، مضيفا أن «إسرائيل لن تستطيع القيام بها بسهولة إذا ما عملت هذه المنظومة الدفاعية». وأوضح أن بلاده وجهت انتقادا حادا لروسيا بجدية لتعطيلها منظومة الدفاع الصاروخي إس 300 أثناء الهجمات الإسرائيلية، مضيفاً أن ذلك يوحي بوجود «تنسيق بين هجمات الكيان الصهيوني والمنظومات الدفاعية الصاروخية لروسيا في سوريا». وأشار إلي أن «المساعدات الإيرانيةلدمشق هي أموال الشعب الإيراني، ينبغي تسويتها في العلاقات الثنائية بين البلدين»، وأكد أن «إيرانوروسيا حلفاء في حماية سوريا، وسيظلان حليفين، لذلك يجب علي الحكومة السورية توفير فرص اقتصادية سواسية للبلدين كي لا يشعر أحد بالتمييز».