ما إن تم افتتاح مسجد الفتاح العليم وأعلن الدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية أن دعوة إسلامية وسطية سوف تنطلق من ذلك المسجد بغية تجديد الخطاب الدينى، حتى راحت أبواق الدعاية السوداء فى مواقع التواصل الاجتماعى وقناة الجزيرة وقنوات الإخوان تستهدف المسجد والدكتور الأزهرى فى لدد صفراوى مقيت، وحفل خطاب تلك القنوات ومواقع التواصل بتأويلات خاطئة تتساوق مع أهدافهم السياسية قبل الدينية، والواضح أن ما ينادى به الدكتور أسامة الأزهرى، لا يطرح دينا جديدا وإنما يسعى إلى تفعيل ما عرفناه من وسطية النهج الأزهرى واعتداله، وسبب اختيار مسجد الفتاح العليم بالذات لإطلاق الدعوة هو تحريرها من حسابات تيارات وقوى، وربما تكون فاعلة داخل الأزهر الشريف الآن، وهى تلك التى يخوض الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب مواجهة كبيرة ضدها، وإنما ركائز خطاب الدعاية السوداء هى أن الدكتور أسامة الأزهرى هو تلميذ للدكتور على جمعة وتحاول سحب الجدل حول الموضوع إلى مواجهة مفتعلة بين الشيخ على جمعة والإمام الطيب وهذا لون من الكذب الصريح، بل إن واحدة من أولى مقابلاتى مع الشيخ على جمعة كانت فى مكتب الإمام الطيب.. والحقيقة أن افتعال أزمة مع الأزهر بسبب افتتاح مسجد الفتاح العليم وإطلاق دعوة لتجديد الخطاب الدينى منه أمر غريب، فمن الذى افتتح جامع الفتاح العليم بصحبة رئيس الجمهورية وبطريرك الكنيسة المرقسية أليس الإمام الأكبر أحمد الطيب؟.. إن دعوة تجديد الخطاب ليست مقصورة على أحد أو على جامع بالتحديد، بدليل قيام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بعقد مؤتمر افتتحه وزير الأوقاف محمد مختار جمعة و130عالما ومفتيا وكان موضوعه المحورى (تجديد الخطاب الدينى).. وأخيرا فقد ركزت أبواق الدعاية السوداء وبالذات BBC هيئة الإذاعة البريطانية على أن هيئات الدولة تحشد الطلاب وأناسا منتقين لحضور الصلاة فى مسجد الفتاح العليم الذى يسع 18ألف مصل، وهذا أيضا تزييف حقائق كبير، فالطبيعى أن تنتهز الدولة فرصة افتتاح المسجد والكاتدرائية لإتاحة فرصة للشباب والطلاب لزيارة العاصمة الجديدة والتعرف على مرافقها، وبالذات التى يحقق إنشاؤها فكرة رائعة للتعايش وضد التطرف هى فى مقدمة أولوياتنا الآن. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع