فى أول تنازل له منذ بدء أزمة الإغلاق الحكومى قبل 35 يوما، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس اعتزامه إرجاء خطاب حالة الاتحاد إلى ما بعد انتهاء «الإغلاق» الحكومي، فى أول استجابة منه لطلب رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسى بيلوسي، بعد أيام من الحرب الكلامية بين الطرفين. وكتب ترامب فى تغريدة على حسابه على موقع «تويتر»:» فى وقت كان الإغلاق واقعا، طلبت منى نانسى بيلوسى إلقاء الخطاب عن حال الاتحاد، ووافقت، ثم غيّرت رأيها بسبب الإغلاق، واقترحت موعدا لاحقا، هذا من صلاحياتها، سألقى الخطاب عن حال الاتحاد عندما ينتهى الإغلاق الحكومي»، مشددا على أنه لا يبحث عن مكان بديل لإلقاء خطاب حالة الاتحاد لأنه لا يوجد مكان يمكن أن ينافس تاريخ وتراث وأهمية مجلس النواب. ومن جانبها ، ردت بيلوسى على خطوة ترامب، بإعلانها فى تغريدة أخري، أنها تأمل فى أن يوافق الرئيس على اتفاق يعيد فتح الإدارات الفيدرالية المغلقة. وكانت الحرب الكلامية قد تصاعدت بين ترامب وبيلوسى أمس الأول، حيث طلبت رئيسة مجلس النواب من الرئيس الأمريكى إعادة النظر فى موعد إلقاء خطابه بسبب نقص العناصر الأمنية الناجمة عن الإغلاق. فرد ترامب عليها فى تغريدة ، قائلا «من المحزن جدا لبلدنا ألا يتم إلقاء الخطاب عن حالة الاتحاد فى موعده حسب برنامجه، والأهم فى المكان المخصص له»، مؤكدا أن عملاء الخدمة الخاصة ووزارة الداخلية أكدوا له أنه لا توجد أزمة فى تأمين خطابه الذى كان مرتقبا يوم الثلاثاء المقبل. لكن بيلوسى عادت لتؤكد أن مجلس النواب لا يمكن أن يسمح له بإلقاء الخطاب فى قاعته. ولا ينص الدستور الأمريكى على ضرورة أن يتم إلقاء خطاب حالة الاتحاد فى مقر مجلس النواب، بل يقتضى فقط أن يقوم رئيس البلاد بإعلام الكونجرس الأمريكى بين الحين والآخر بأحدث التطورات حول «حالة الاتحاد الفيدرالي»، ومن هنا خرج بعض الرؤساء السابقين، عندما اضطرتهم الظروف، عن تقليد إلقاء الخطاب من الكونجرس، وتقديم خطابات مكتوبة، أمثال الرؤساء هارى ترومان، وجيمى كارتر، وريتشارد نيكسون. وجاء قرار ترامب بالرضوخ لضغوط بيلوسى ،فى الوقت الذى يستعد فيه الجمهوريون والديمقراطيون للتصويت بمجلس الشيوخ على نصين متنافسين لمحاولة الخروج من حالة «الإغلاق»، يشمل الأول تمويل الجدار الحدودى ،وتعديل أنظمة الهجرة، فيما يشترط الثانى إعادة فتح الإدارات الفيدرالية المغلقة قبل التفاوض حول الأمن الحدودي. ويبدو أن الفشل يلاحق كلا النصين.