احتفت مجلة الأهرام العربى برئاسة مصر للاتحاد الإفريقى بعدد رائع ، فهو بحق موسوعة إفريقية للحياة فى القارة السمراء فى قالب صحفى رشيق فهو حدث غير عادى يأتى بعد ثلاثة عقود من الغياب المصرى والذى كان له نتائج كارثية على مصر وأيضا على القارة الإفريقية وتهدد مصالحهما الحيوية. ومصر تسعى الآن من خلال رؤية إستراتيجية عصرية لاستعادة دورها التاريخى فى القارة تعيد للأذهان العصر الذهبى للرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، حينما كانت إفريقيا إحدى اهم الدوائر الثلاث للأمن القومى والسياسة الخارجية المصرية شاركت خلاله مصر بقوة فى استقلال الدول الافريقية التى كانت فى المقابل سندا لمصر فى دعم قضاياها العادلة فى المحافل الدولية. وتتضمن هذه الرؤية أوجه متعددة منها التنسيق فى مجالات الأمن وحفظ السلام وحل النزاعات، باعتبار دول القارة امتدادًا للعمق الاستراتيجى المصري، فى ظل تزايد أنشطة الجماعات الإرهابية وتأمين البحر الأحمر، ومواجهة الهجرة غير المشروعة ومكافحة القرصنة وذلك باستثمار دور ومكانة كل من الأزهر الشريف والكنيسة القبطية فى قلوب الافارقة لنشر ثقافة السلام وتصحيح الأفكار المنحرفة البعيدة عن جوهر الدين المعتدل. ومن المصالح الحيوية المصرية المفاوضات الجارية حول سد النهضة، لضمان حقوقها المائية وعدم الإضرار بأمنها المائى بتعزيز التعاون مع دول حوض النيل . واقتصاديا تسعى مصر لزيادة حجم التبادل التجارى مع افريقيا، خصوصا دول الكوميسا وتحقيق حلم طريق يربط بين «الاسكندرية كيب تاون» عاصمة جنوب إفريقيا ليصبح شريانا جديدا فى قلب القارة السمراء ، يعيد الحياة بين مصر وافريقيا ، ويسارع فى خلق مجتمعات عمرانية جديدة على جانبيه تحقق تنمية حقيقية وتوفر فرص عمل. [email protected] لمزيد من مقالات نبيل السجينى