إننا أمام مشكلة كثيرا ما تحدثنا عنها طويلا في العهد السابق..وهي ضرورة وجود التصنيف العمري في دور العرض السينمائي, وعلي شاشة التليفزيون, وفرض رقابة علي كل ما هو موجه للطفل المصري الذي يشهد ظلما فادحا من مسئولي الثقافة والإعلام, بتمرير افلام العنف إليهم مما يؤثر علي نموهم العقلي والذهني, ومن ثم إثارة خيالهم بسلوك بعيد من الواقعية. فهم يبحثون عن بطولة الرجل العنكبوت, والرجل الوطواط, والرجل الحديدي الا ان تصبح حياتهم طوال الوقت مليئة بمغامراتهم. إن ما يتلقاه اطفالنا هو كارثة, لما يلحق بهم من صورة ترسبت بقوة في العقل الباطن, مما يدفعهم لتحقيق هذه البطولة مع أول فرصة دون النظر لأبعادها ومخاطرها.. وبذلك يصبح لدي هؤلاء صورة تتسم بالانفصال بين واقعهم, وبين قدراتهم الداخلية التي تكونت علي مدي سنوات من خلال صور ساهم فيها الخيال بشكل كبير وترسخت في عقله الباطن;لأن الطفل يتكون مخزون سلوكه حتي سن6 او7 سنوات. ويعلق د. محمود فهمي أستاذ السيكو دراما والتاهيل النفسي بجامعة6 اكتوبر موضحا: إن مشاهدة الأطفال لأفلام العنف يعد كارثة في التربية النفسية للطفل لان هذه النوعية من الأفلام سلاح ذو حدين; فإما تولد طاقة فعل الخير لدي الطفل, أو فعل الشر..فمثلا الطفل صاحب النوع الأول حين يجد قطة في منتصف طريق به سيارات سيحاول حملها ووضعها في مأمن; في حين أن قرينه من النوع الثاني سيضربها بقدمه..هنا يدخل دور الأسرة في عملية توجيه السلوك والتنشئة.. لذلك يجب أن تتم مشاهدة هذه الأفلام تحت رقابة الأسرة.. ويضيف فهمي قائلا.. لكي نبتعد تماما عن هذا السلوك لدي الأطفال لابد من إحداث معادل موضوعي عن طريق لعب الطفل بألعاب الشخصيات التي شاهدها لنتيح له الفرصة في تفريغ طاقة العنف التي اكتسبها من المشاهدة..لكن الأهم مشاهدته لأفلام تحتوي جانبا تعليميا مثل توم وجيري التي تؤدي هذا الدور بإثارة خيال الطفل وتفكيره في حل المواقف والمشاكل..لكن للأسف الأسرة المصرية تفتقد لهذا التوجيه وتلقي بأطفالها أمام هذه النوعية من الأفلام دون الأكتراث للعواقب, وعلي الدولة أيضا تفعيل قانون التصنيف العمري في دور العرض للتقليل من هذه المخاطر, وعلي التليفزيون تطبيق هذا التصنيف علي الأفلام التي قد تضر الأطفال لتنبيه الأسرة عن صلاحية المشاهدة من عدمها. لابد الآن أن ينتبه المسئولون عن الإعلام المرئي والثقافة إلي هذا الخطر; وأن يتم وضع قانون ويطبق علي دور العرض السينمائي ليفرض قيدا علي أصحابها الذين يرغبون في الكسب المادي دون النظر الي الضرر الذي يسببونه.