بعد توقيعه صفقة مع الادعاء يعترف فيها بالتجسس لصالح إيران مقابل تخفيف العقوبة عنه أصدرت المحكمة المركزية فى مدينة القدس حكما بالسجن لمدة 11 عاما على وزير الطاقة الإسرائيلى السابق جونين سيجيف فلم يعد بعد هذه الصفقة متهما بمساعدة دولة عدو خلال فترة الحرب . وطبقا لما أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن سيجيف التقى مع مسئولى المخابرات الإيرانية بشكل متكررخلال السنوات الست الماضية وزودهم بمعلومات مهمة عن منشآت أمنية ومسئولين فى أجهزة حساسة ونفذ مهام مختلفة طلبت منه . وقد تم اعتقال سيجيف فى شهر مايو الماضى فى غينيا الاستوائية وتسليمه لإسرائيل .. يشير الخبراء إلى أن الصراع بين جهازى المخابرات الإسرائيلى والإيرانى قد تفجر فى الصيف الماضى وسعى كل منهما لتجنيد عملاء من الجانب الآخر منذ سنوات عديدة، خاصة بعد سقوط شاه إيران وأن قضية سيجيف ما هى إلا حلقة جديدة فى هذا الصراع. وكانت الصحافة الإسرائيلية قنبلة مدوية حينما كشفت عن اعتقال وزير الطاقة الإسرائيلى السابق دكتور جونين سيجيف بتهمة التجسس لصالح المخابرات الإيرانية وتبين أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تتعقبه منذ سنوات حيث كان يقيم فى نيجيريا ولديه مركز طبى هناك. وسيجيف هو فى الأصل طبيب وكان يتردد عليه كثير من الإسرائيليين المقيمين فى نيجيريا حيث استغلت المخابرات الإيرانية ذلك للحصول على معلومات من الإسرائيليين المترددين على عيادته ودفعه لتجنيد من يستطيع من أفراد الجالية الإسرائيلية فى نيجيريا. وكشف هؤلاء عن ان سيجيف حاول إقامة علاقات قوية معهم، خاصة أنه كان طبيب السفارة الإسرائيلية فى نيجيريا ومحل ثقة الدبلوماسيين فيها. وكشفت أجهزة الأمن أن سيجيف أجرى اتصالات مع عناصر المخابرات فى سفارة إيرانبنيجيريا عام 2012 وسافر إلى إيران مرتين وأجرى لقاءات مع من قاموا بتجنيده. وفى عام 2001 كشف مسئولون إسرائيليون عن توجيه الاتهام لمهاجر يهودى استرالى بالقيام بأنشطة تجسس لصالح إيران، وقال المسئولون إن هذا المهاجر يدعى مارك إيدن وسبق له الخدمة فى الجيش الإسرائيلى ودخل السفارة الإيرانية فى قبرص عام 1998 وعرض تقديم خدماته كجاسوس، وقد اعتقل لدى عودته إلى إسرائيل. وهناك أيضا رجل الأعمال وضابط المظلات السابق بالجيش الإسرائيلى «ناحوم منبار» والذى تعددت الروايات حوله .ففى يناير من عام 1998 أدلى بحديث لصحيفة معاريف قال فيه إن كل المسئولين فى الحكومة وقادة الموساد كانوا على علم بكل اتصالاته بإيران، مشيرا إلى أن تقديمه للمحاكمة يعتبر فضيحة وعارا لكل هؤلاء.. وأضاف منبار ،الذى تم اتهامه ببيع مواد تستخدم فى صنع اسلحة كيميائية لإيران ، انه بريء من جميع التهم الموجهة إليه . يذكر ان المحاكمة التى تمت فى تكتم شديد انتهت بإدانة منبار والحكم عليه بالسجن لمدة 16 عاما. وحول تصريح الادعاء بأنه قد تم تحذير منبار من قبل الموساد بالتوقف عن الاتصال بإيران أكد منبار ان تعاونه مع إيران تم بمعرفة الموساد وموافقته، وانه لم يكن سوى عميل للموساد، وانه توقف عن التعاون مع إيران عقب تلقيه أوامر بذلك من قادته فى الموساد . وكانت صحيفة «معاريف» قد نشرت فى نهاية عام 1997 وثائق رسمية لوزارة التجارة والصناعة الإسرائيلية تؤكد أن رجال أعمال إسرائيليين قد سافروا إلى إيران خلال أعوام 94 و 95 و 97 لعقد صفقات تصدير منتجات كيميائية وبلاستيكية لإيران فى الفترة نفسها، وكانت إسرائيل تستورد من إيران بعض منتجات الأخشاب والمنسوجات والأحجار والمعادن .. وقد أكد أصدقاء منبار أن هناك جوانب أخرى للموضوع حيث يقول حانوخ ساعر صديق منبار، والذى خدم معه كضابطى مظلات فى الجيش الإسرائيلي، أن الاتهامات الموجهة لصديقه بعيدة تماما عن الحقيقة وأن هناك خفايا وأسرارا فى هذا الموضوع، لكنه لا يستطيع التحدث عنها. ومنذ اندلاع الثورة الإسلامية فى إيران والإطاحة بالشاه صديق إسرائيل السابق لم تتوقف محاولات إسرائيل للتجسس على إيران، ولعل أشهر تلك المحاولات هى تلك التى اتهم فيها 13 يهوديا إيرانيا بالتجسس لصالح إسرائيل عام 2000 وصدرت ضدهم أحكام مختلفة وعقب القبض على هؤلاء اليهود اعترف أحدهم ويدعى حميد دانى تفيلين أمام كاميرات التليفزيون الإيرانى بالتجسس وقال ان الموساد استغل زيارته لإسرائيل عام 1994 وقام بإعداده للقيام بمهمة التجسس. وأضاف حميد انه لم يكن يعمل بمفرده بل كان ضمن شبكة من العملاء هدفها جمع المعلومات. وقبل ذلك أعلن المتحدث باسم المحاكم الإيرانية أن حميد تفيلين اعترف بأنه سلم وثائق وأسرارا عسكرية إيرانية للموساد، وانه تدرب على التجسس وجمع المعلومات داخل إسرائيل نفسها، واعترف بانه حصل على مبالغ كبيرة نظير ذلك. وأضاف المتحدث باسم المحاكم الإيرانية أن اليهود ال 13 قاموا بنقل معلومات مهمة للموساد عن منشآت وبنى تحتية فى أنحاء إيران، وبالإضافة لحميد اعترف اثنان آخران من يهود إيران، بالتجسس وهما فرهاد صالح وهو خبير جيولوجي، وأشير زدهامر استاذ جامعى يقوم بتدريس اللغات. واعترف فرهاد صالح بأن مهمته كانت جمع المعلومات عن المنشآت الصناعية والمواقع العسكرية التابعة للجيش الإيراني.