قبل ساعات ودعنا زميلا عزيزا دمث الخلق.. حسن المعشر.. دائم الابتسامة.. يلقاك فاتحا ذراعيه مهللا ومرحبا قبل أن تجلس أمامه.. زميلي الشهم عارف سعد الدين, رئيس قسم التصوير ب الأهرام علي مدي سنوات, ضحية سيارة مطفأة الأنوار, كانت تقف علي جانب الطريق إلي مطروح. ومنذ84 ساعة, ودعت أحد أقربائي شابا في ريعان الشباب محمد ابن ال42 ربيعا.. أحلامه كانت تعانق السماء.. كان رحمه الله مقبلا علي الحياة كأي شاب في مثل عمره.. نسأل الله أن يربط علي قلب عائلته التي فجعت بنبأ وفاته إثر ارتطام سيارته بأتوبيس توقف فجأة أمام مطب صناعي مرتفع بشرم الشيخ. وقبل أربعة أيام.. تحولت قرية التفتيش بحيرة إلي سرادق كبير بعد توديع أهلها ل7 من أفراد عائلة سعادة, بينما أصيب9 آخرون من أبناء العائلة, إثر انقلاب سيارة كانوا يستقلونها في ترعة الرشيدية بعد اصطدامها بحجر ضخم كان يتربص بهم علي جانب طريق ادفينا رشيد, بينما كانوا عائدين من عرس أحد أقربائهم. ومنذ01 أيام تقريبا.. ودع الأب محسن صبحي وزوجته المكلومة أطفالهم الأربعة, بعد أن سقطت سيارتهم في ترعة الإسماعليية بشبرا الخيمة, عندما لم يستطع الأب تفادي مطب صناعي عشوائي مرتفع, بينما كانوا في طريقهم للاحتفال بمولد السيدة العذراء بمسطرد, بينما كان القدر رحيما بأسرة أخري كادت تنقلب سيارتها عند المطب نفسه, إلا أنه تمكن من السيطرة علي السيارة قبل أن تطير في الهواء وتغرق بأفراد عائلته في أعماق مياه البحر لتبتلعها. حوادث بل قل فواجع أربع في غضون أيام قلائل مزقت نياط القلوب وكان العامل المشترك فيها هي طرقنا حاصدة الأرواح بمطباتها العشوائية ومنحنياتها الخطرة وبقلة إضاءتها إن لم يكن انعدامها وبضعف الخدمات الطبية وخدمات الطوارئ والمرور والنجدة عليها. فهل من حل لهذا الأمر المأسوي, الذي بات يهدد بقصف أرواحنا جميعا؟! المزيد من أعمدة هشام فهيم