مثلما الحفاظ على القمة.. أصعب من الوصول إليها.. فإن تنظيم كأس الأمم الإفريقية.. أصعب من معركة الحصول على حق تنظيمها!. كلامى لا أقصد به التقليل من الإنجاز الذى حققه اتحاد الكرة فى شخص رئيسه المهندس هانى أبوريدة.. المايسترو البارع فى قراءة أى نوتة إفريقية.. بما يؤهله لقيادة «الأوركسترا الإفريقى» بنجاح منفردًا بلا منافس.. وهذا ما وضح جليا فى الاقتراع الذى أجراه الاتحاد الإفريقى لكرة القدم وانتهي.. لمس أكتاف بلغة المصارعة أو الضربة القاضية الفنية فى الملاكمة.. وكيف لا يكون و16 صوتًا أيدت مصر واختارتها.. مقابل صوت واحد لجنوب إفريقيا!. الإجماع الإفريقى على اختيار مصر لتنظيم كأس الأمم.. رفع سقف التوقعات.. لما ستكون عليه.. كأس الأمم الإفريقية 2019.. والنجاح المبهر المنتظر.. وهذا التوقع بالإبهار.. وذلك الانتظار لما ستقدمه مصر.. حق منطقى وطبيعى لكل إفريقيا.. على الشقيقة الكبرى مصر!. من هذا المنطلق علينا إدراك.. أن تنظيم مصر لكأس الأمم.. هو تكليف لا تشريف!. تكليف نابع عن ثقة بلا حدود فى قدرات مصر.. وهذا معناه أننا مطالبون بعمل غير مسبوق.. ونجاح مبهر ولا شيء سواه.. والتكليف نحن له والنجاح نقدر عليه.. شرط أن!. ندرك.. أن الأشهر الخمسة المتبقية على البطولة هى وقت قليل جدًا فى عُرف الأعمال الكبيرة.. وأن كل دقيقة تمر لها ثمنها.. وأنه بالفعل لا يوجد عندنا فائض وقت نهدره.. فى الانتظار أو الخناقات أو التفكير فى أنها غنيمة.. للمحاسيب وأهل الثقة!. الأشهر الخمسة فى الإعداد للبطولات الكبيرة.. هى وقت قليل جدًا.. فيه تفصيلات كثيرة جدًا ومهمة جدًا!. ندرك.. وبمعنى أصح يدرك اتحاد الكرة.. أن مهمته.. اختيار أفضل الخبرات.. كل فى مجاله.. للجان المختلفة التى ستنظم البطولة!. يبتعد مجلس إدارة اتحاد الكرة.. عن هذه اللجان.. تاركًا للخبراء والمتخصصين.. مدركًا أن نجاحهم.. نجاح له!. يدرك اتحاد الكرة.. أن كأس الأمم عمل ضخم على مدى 30 يومًا تقريبًا.. وقبلها ترتيبات واتصالات مع كل الدول المشاركة تقترب من الشهر.. والمعنى أن هذا العمل الكبير.. إدارته تحتاج الخبرات فى تخصصات مختلفة.. ربما تكون كرة القدم أقلها.. وفى هذا توضيح إلى أن اتحاد الكرة.. مسئوليته الاختيار الصحيح للجان وليس الدخول فى أى أعمال تنفيذية.. يقحم نفسه فيها مع لجان البطولة.. وعليه!. أضع أمام اتحاد الكرة.. تجربة ناجحة مبهرة اسمها منتدى شباب العالم الثانى الذى أقيم فى شرم الشيخ!. عمل ضخم هائل فيه خمسة آلاف من دول كثيرة بالعالم!. اللجان التى نظمت المنتدي.. كلها من شباب البرنامج الرئاسى!. اقتراحي.. اللجان التى نظمت المنتدي.. الطيران والمطارات والتحركات الداخلية والإقامة والإعاشة وغيرها.. تتولى هذه المسئولية.. انطلاقًا من أنه كيان قائم وموجود وناجح ومنظم.. رصيده برنامج إعداد حقيقى للقادة.. تجلت فعاليته وظهرت براعته.. فى نجاح اللجان المختلفة المنظمة لمنتدى شباب العالم!. اقتراحي.. أن يبدأ الإسناد من اليوم قبل الغد.. لأنه لا يوجد لدينا رفاهية إهدار لحظة وقت!. اقتراحي.. أن يعطى اتحاد الكرة الفرصة للشباب المُبدع.. ليسمع رأيه ويرى أفكاره.. بعمل مسابقة لشعار البطولة والتميمة.. بدلاً مما هو قائم.. مثلما حدث فى كأس العالم.. والصورة التى كانت عليها الطائرة المصرية لمنتخب مصر بكأس العالم!. أنا.. مثل غيري.. شاهد على الفيسبوك.. أفكارًا رائعة بحق لشباب مصرى مبدع.. لكنها لم تر النور.. وأتمنى أن تتاح الفرصة أمام كل المبدعين ويعطى اتحاد الكرة الفرصة.. للإبداع بدلاً من السطحية!. اقتراحي.. كيف نجعل من كل استاد ومحيطه.. ستقام عليه مباريات مجموعة من مجموعات البطولة.. منارة ثقافية.. ليست قاصرة على كرة القدم فقط.. إنما شاملة جامعة لكل الأنشطة التربوية!. نأتى بكل محافظات مصر حول كل استاد.. صورها ومعالمها وملامحها ومنتجاتها وفنونها الشعبية.. و«يا سلام» لو استضفنا فرقة شعبية من كل دولة مشاركة.. لنجعل كل استاد.. قلبا نابضا بالنشاط على مدى ال24 ساعة. فى محيط كل استاد.. ضمن معارض الصور.. معرض مصور لقدرات العمال والفنيين والمهندسين المصريين.. الذين شيدوا فى أقل وقت أكبر إنجازات بأقل مصروفات.. معرض يفخر برؤيته المصريين وينبهر به أشقاؤنا الأفارقة.. ومعرض آخر لأهم المنتجات المصرية.. ومعرض لأهم المناطق السياحية بالصورة والكلمة!. حفلا الافتتاح والختام.. عندنا خبراء وخبرات وعندنا مبدعون.. لماذا لا نتعرف على وجهات نظرهم؟. اتحاد الكرة عليه أن يسعى للتعرف عليهم.. لأنهم ببساطة لن يعرضوا أنفسهم أو أفكارهم.. لأنهم مبدعون وحقيقيون!. مصر.. الشقيقة الأكبر ومصر تقود إفريقيا هذه السنة.. وتنظيم كأس الأمم 2019 فى مصر.. فرصة لأن تكون أغنية حفل الافتتاح.. أغنية تجمع كلماتها إفريقيا على الحب والتكامل والترابط والتآخي.. وحلم أن تدخل إفريقيا فى اتحاد.. ولا الاتحاد الأوروبى فى عِزه!. اتحاد الكرة بإمكانه صناعة بطولة غير مسبوقة.. بالآذان الصاغية والعقول الراجحة والصدور المفتوحة.. لأفكار وأعمال المصريين وما أكثر المبدعين فى وطننا مصر!. .................................................... قبل 30 سنة وجدت ابنتى الصغيرة رشا (أولى ابتدائى) تنتظر عودتى لأجل أن تسألني: يعنى إيه غِش يا بابا!. احترت وفكرت وقلت: مين اللى قالك الكلمة دي؟. قالت: مِس فلانة فى المدرسة!. قلت ليه؟. قالت: علشان امتحان آخر السنة!. قلت لها: ودخل الامتحان إيه؟. قالت: الامتحان هايعملوه فى الصالة الكبيرة.. وكل واحد من أولى.. يقعد جنب واحد من سنة تالتة.. علشان الغش.. يعنى إيه غش يا بابا!. لم أرد على سؤالها.. ورحت أسألها.. فى الجمع والطرح وهى تجيب.. بينما أنا فى عالم آخر أسأل نفسى.. الأطفال الصغار.. العود الأخضر الطري.. طبيعى ومنطقى ألا يعرفوا الغش.. «قُوم» المدرسة هى التى تقوم بالمهمة.. وتفتح «عين» الصغار على خطيئة هم لا يعرفونها.. تعرفهم على الغش وتعرف الغش عليهم.. وكأنها تنزع من داخلهم فكرة وجود الأمانة داخل كل واحد منا!. المدرسة عملت لجنة.. وواحد من أولي.. جنب واحد من ثالثة.. علشان مايغشوش!. افترضت انهم هايغشوا.. رغم أنهم أصلاً مايعرفوش يعنى إيه غش!. معنى هذا الإجراء مع أطفال صغار.. أن المدرسة المعنية بالتربية والتعليم.. يقينها أن الأمانة سمة غير موجودة لدى أطفالنا.. الغش جينات متوارثة «لابدة» فى العقول والصدور.. ولابد من مقاومتها.. حتى وإن كان الأطفال لا يعرفون «يعنى إيه» غش.. وعليه نتعامل معهم على إنهم غشاشون.. إلى أن يثبت العكس بصرف النظر عن كونهم لا يعرفون أصلاً معنى كلمة غش!. وقتها كتبت هذه الواقعة.. وأحد ممن يعنيهم الأمر.. لم يكلف نفسه بالرد أو حتى فكر فى الأمر.. ليبقى الوضع على ما هو عليه.. وهذا ما تأكدت منه.. عندما فوجئت.. وهذه المرة بحفيدتى هادية (ثانية ابتدائي) تقول لأمها.. وهى تبكى بحرقة: مِس فلانة مُدرسة العربى قالت لنا: الأسبوع الجاى امتحان نص السنة.. واللى هيسقط فيه.. هيعيد السنة.. والامتحان بره الفصل فى لجنة.. وواحد من تانية جنب واحد من تالتة.. علشان.....!. 30 سنة مرت.. وما حدث للأم تكرر مع الابنة!. انعدام الرؤية التربوية.. فقدان الإحساس بالطفولة واحتياجاتها ومحظوراتها.. الجهل التام بالسمات النفسية لمراحل الطفولة.. رغم أنها أهم مراحل تكوين شخصية الإنسان!. الصغار.. العالم كله يحميهم بقانون الطفولة.. الذى يمنع وضع الطفل تحت أى ضغط عصبي.. لأن جهازه العصبى لم يكتمل النمو!. الجهاز العصبى يكتمل نموه بعد مرحلة البلوغ.. أى بعد عمر ال14 سنة تقريبًا. كيف تجرؤ مُعلمة أن تقول للصغار.. اللى هيسقط فى الامتحان.. هيعيد السنة!. أى ضغط عصبى هائل هذا على أطفال.. أصلا لا يجوز عقد امتحانات لهم.. خشية الضغط العصبي!. سيدى وزير التربية والتعليم.. كان الله فى عونك.. سيادتك عايز عشرة أنبياء يزعقوا ليك.. مش نبى واحد!. .................................................... كان.. يا ما كان.. من زمان.. فى بلد اسمها شبرامنت.. قالوا لهم.. وفروا الأرض.. نبنى لكم وال25 قرية اللى حولكم.. مستشفى يعالجكم.. الناس صدقت.. والأرض اتوفرت.. وفعلاً المستشفى طلع واتبنى.. وخلصت الحدوتة! تصوروا حضراتكم.. مستشفى شبرامنت انتهى العمل الإنشائى له من 10 سنوات.. وفى كل سنة من السنين العشر.. يقولوا الفرج قادم.. والأجهزة فى الطريق والمستشفى يتم افتتاحه!. وسنة 2019 سنة جديدة.. أهالى شبرامنت قناعتهم أنها سنة الفرج.. لأنها سنة ال100 مليون صحة.. اللى مؤكد أن دخول مستشفى جديد للمنظومة الصحية فيها.. هدف عظيم لها!. شكرًا سيدتى وزيرة الصحة اهتمامك.. وشبرامنت و25 قرية «حواليها» فى انتظار قرارك!. .................................................... فى مجالات عديدة.. الإعلام أولها.. نجوم شهيرة يعرفها الناس.. ونجوم شريكة فى صناعة النجاح.. لكنها ليست شهيرة!. من أيام رحل عنا .. واحد من نجوم الصحافة.. الذين لا يعرفهم الناس!. فقدنا المهندس محمد تيمور عبد الحسيب.. أحد قامات الأهرام العظيمة.. الذين تحملوا المسئولية لسنوات طويلة.. خلال فترات بالغة الصعوبة والدقة.. «والأهرام يجارى تطورات فى عالم الطباعة» المتتالية.. من تحويل المادة الصحفية لحروف «رصاص».. مروراً بالجمع التصويرى ونهاية بالالكترونى!. فترات بالغة الصعوبة.. لأننا بالفطرة نقاوم كل ما هو جديد.. وتلك مشكلة تضاف إلى مشاكل استيعاب الجديد.. فى الوقت الذى فيه «الأهرام» غير وارد وغير مسموح أن يتأخر لحظة عن قارئه!. وقت الشدة تظهر معادن البشر.. وفى الوقت البالغ الصعوبة والدقة.. تجلت عبقرية المهندس تيمور.. بكفاءته وشخصيته وقيادته والمهمة إنتهت والتحول تم من الجمع بالرصاص إلى الجمع التصويرى ثم الالكترونى.. تم بنجاح مبهر فى أقصر وقت وبأقل الأخطاء!. نجح المهندس تيمور.. وكيف لا ينجح.. والأهرام «محل إقامته الدائم».. يومياً من التاسعة صباحاً.. إلى أن ينتهى «غيار» الطبعة الأولى فى التاسعة مساءً.. فى الظروف العادية 12 ساعة.. تصبح بلا سقف فى الأحداث المهمة.. التى تتطلب طبعات متتالية لمجاراة وتغطية الأحداث.. تصل إلى الطبعة الخامسة ما بعد الفجر!. إنها مهنة الصحافة.. التى تلتهم الوقت وتطوى العمر.. وقت وعمر من يعمل بجد فى بلاط صاحبة الجلالة.. والمهندس تيمور واحد ممن صادرت الصحافة.. فِكره ووقته وجهده وصحته.. على حساب أسرته الصغيرة.. زوجته وأولاده.. لصالح الأسرة الكبيرة.. الأهرام. خالص العزاء لأسرته الصغيرة.. السيدة الفاضلة زوجة الراحل العظيم وأولاده.. الذين افتقدوا وجوده بينهم معظم الوقت فى العمل.. وافتقدوه تماماً برحيله عن الدنيا!. رحمة الله عليك يا تيمور. .................................................... قلت وأقول.. وإذا شاء الله سأقول: كرة القدم المصرية.. فى متناولها أن تكون مثل البرازيلية أو الألمانية أو الفرنسية أو الإنجليزية.. شرط أن تصلح منظومة الناشئين ليحصل الناشئ المصري.. على كل ما يجب أن يحصل عليه.. من رعاية فنية وبدنية وسلوكية!. وعندى البرهان الذى يثبت ويؤكد ما أنادى به من سنوات.. والنجم رمضان صبحى الدليل!. رمضان صبحي.. خريج منظومة ناشئى الأهلى.. موهبته الفذة رشحته للعب للفريق الأول فى سن ال17 واحترف فى إنجلترا وعاد للأهلى فى إعارة لنصف سنة. لا يختلف اثنان على موهبة رمضان صبحي.. ولا على لياقته البدنية التى تؤهله للعب كرة القدم «اللي» بجد.. ولا على قدراته الفذة فى استلام الكرة تحت أى ضغط من المنافس والاحتفاظ بالكرة رغم الضغط!. لا خلاف على مهارات رمضان الفائقة فى المراوغة وقدرته على سحب فريقه لأعماق دفاعات المنافس!. لا خلاف على كل ذلك.. وأيضًا لا خلاف على أن رمضان صبحى الموهوب.. لم يجد فى مرحلة الناشئين.. المدرب الذى يعلمه مهارة التسديد من الثبات ومن الحركة!. مهارة سقطت من الموهبة وهى صغيرة. ولم يهتم أحد من المدربين أن يخصص وقتًا وتدريبًا منفردًا للناشئ الموهوب.. فيما ينقصه وهو التسديد!. لم يفطن أى مدرب فى مراحل الناشئين بالأهلى.. أن الناشئ الموهوب فى المراوغة وفى معظم المهارات.. لا يعرف التسديد.. ويكره التسديد.. ولن يرحب بالتدريب على التسديد.. وكيف له وهو الموهوب الذى يتغنى الجميع بموهبته.. أن يضع نفسه فى مواقف محرجة وهو يتعلم من أول وجديد التسديد.. وطبيعى أن يقلش وطبيعى أن يسدد فى المدرجات بدلاً من المرمى لأنه يتعلم.. ما كان يجب تعلمه فى البداية.. لكن طغيان موهبته فى المراوغة.. غطى على افتقاره للتسديد!. جريمة فى حق الناشئ الموهوب وحق الكرة المصرية.. ارتكبها من كانوا يدربونه وقتها.. وهم لا يدركون أنها جريمة.. لأن موهبته تغطى على ما ينقصه فى الناشئين.. لكنها لا تقدر فيما بعد!. على أى حال التسديد.. مهارتين فى مهارة.. الدقة والقوة.. والمعنى أن مهارة التسديد.. تتطلب الدقة لتذهب الكرة إلى المكان الذى يريده اللاعب.. وأيضاً تحتاج قوة معينة وفقاً للمساحة المراد ذهاب الكرة لها.. المهم هنا توضيح أن التسديد مهارة قابلة للتعلم فيما بعد الناشئين.. وقابلة للإتقان بالتكرار.. وتتحول من مهارة حركية إلى عادة حركية.. بالتدريب اليومى عليها بعد إتقانها.. حتى أن الضربات الحرة حول منطقة المرمى.. أصبحت مثل ضربات الجزاء!. التسديد مهارة يفتقدها رمضان صبحى.. والأهم هنا.. أن يقتنع رمضان صبحى بذلك!. اقتناع رمضان يحل نصف المشكلة.. والنصف الآخر فى شهرين ينتهى بالمران الفردى على التسديد والتكرار!. لو فعلها رمضان صبحي.. أندية العالم.. لا إنجلترا.. تتسابق عليه!. لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى