أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى حرص مصر على دعم استقرار وأمن شعب جنوب السودان، وتعزيز العلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة، وترسيخ التعاون والتنسيق على المستويين الرسمى والشعبي، لتحقيق التقدم والرخاء للبلدين الشقيقين. وقال الرئيس خلال المؤتمر الصحفى المشترك، الذى عقده مع الرئيس سيلفا كير رئيس دولة جنوب السودان بقصر الاتحادية أمس، إن مصر ستظل دائما السند والنصير لجهود شعب جنوب السودان فى بناء السلام وإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار والتنمية. وفيما يلى نص كلمة الرئيس السيسى : بسم الله الرحمن الرحيم فخامة الرئيس سلفا كير ميارديت، رئيس جمهورية جنوب السودان الشقيق أصحاب المعالى أعضاء الوفد المرافق، الحضور الكريم، أود فى البداية أن أرحب بأخى العزيز الرئيس سلفا كير ميارديت ووفد جنوب السودان المرافق له فى بلدهم الثانى مصر، وأن أعرب لكم فخامة الرئيس عن خالص تقديرى لشخصكم الكريم وعميق امتنانى لزيارتكم، والتى تجسد، وبكل الصدق، روابط الأخوة بين شعبين جمعتهما على مر العصور علاقات أزلية ومصالح مشتركة وتاريخ وحضارة، وامتداد بشرى متصل، نحرص دائماً على تقويته وتعزيزه على جميع المستويات من خلال أطر التعاون القائمة بين البلدين. فخامة الرئيس أؤكد لكم أن مصر تحرص كل الحرص على دعم استقرار وأمن شعب جنوب السودان، وتعزيز العلاقات بين البلدين على الأصعدة كافة، تأسيساً على ما يجمع بينهما من مصالح مشتركة متشعبة، وذلك بهدف ترسيخ أواصر التعاون والتنسيق على المستويين الرسمى والشعبي، بما يتفق مع آمال وتطلعات شعبينا، وما يربطهما من مشاعر الأخوة والمودة والرغبة الحقيقية فى التعاون المشترك لتحقيق التقدم والرخاء للبلدين الشقيقين، إن العلاقات بين مصر وجنوب السودان تشهد حالياً ازدهاراً غير مسبوق فى مختلف أوجه التعاون، دون إغفال أن مصر كانت من أوائل الداعمين لشعب وحكومة دولة جنوب السودان الوليدة، وستظل دائماً الشقيق الحريص على دعم أبناء الجنوب، كما سيستمر نهر النيل كرمز تاريخى للعلاقات والصلات بين شعبينا الشقيقين. فخامة الرئيس الحضور الكريم لقد عكست مباحثاتنا عزم البلدين على المضى قدماً بمستوى العلاقات الثنائية ودفعها إلى آفاق أرحب، وصولاً إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، بما يمكننا من تحقيق الاستغلال الأمثل لفرص التعاون الاقتصادى والاستثمارى المتاحة بين البلدين، كما شهدت مداولاتنا تبادل وجهات النظر والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. إن جنوب السودان تشهد زخماً واسعاً إثر دخول اتفاق السلام المُنشَط حيز النفاذ، وهو الاتفاق الذى فتح المجال أمام إعادة الاستقرار بالبلاد وتمكين عجلة التنمية من الانطلاق نحو تحقيق رخاء شعب جنوب السودان،وأود فى هذا المقام أن أؤكد لشعب جنوب السودان الشقيق أن مصر ستظل دائماً السند والنصير لجهودكم فى بناء السلام، وإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار والتنمية، وأننا ملتزمون بتقديم جميع أشكال الدعم السياسى والفنى وصولاً إلى التنفيذ الكامل لاتفاق السلام المُنشَط، إلى جانب تعزيز التعاون المشترك فى قطاعات التعليم والصحة والزراعة والرى من خلال الآليات القائمة فى هذا الصدد، مما يسهم فى تعزيز التنمية المستدامة لشعبى البلدين، كما أننا ندعو المجتمع الدولى للوفاء بتعهداته والتزاماته تجاه دولة جنوب السودان فى مسيرتها نحو مستقبل أفضل. فخامة الأخ الرئيس أود أن انتهز هذه المناسبة لأشيد بالدور البناء لفخامتكم على الساحة الإقليمية، خاصةً جهودكم للتوسط بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال فى دولة السودان، وكذلك دور جنوب السودان الداعم للتوجه الحالى بين دول الإقليم، لتسوية النزاعات فى إطار من الشفافية والمصلحة المشتركة واحترام سيادة الدول. أخى العزيز، مرحباً بكم مرة ثانية فى وطنكم، وإننا لنعتز بوجودكم اليوم بيننا ضيفاً كريماً فى بلدكم الثانى مصر.