* رئيس الوزراء يتصل بمحافظ الجيزة بعد صدور «الأهرام» ويشدد على تطبيق القانون * يوم عصيب قضته قوات الأمن والأجهزة التنفيذية واجتماعات امتدت لساعات طويلة * وزارة الآثار : 400 حالة تعديات بالمنطقة تم التخلص من 20% بها
عقب صدور جريدة «الأهرام« ، أمس، حدثت ردود فعل كبيرة بعد نشر واقعة التعدى والبناء المخالف بكردون حرم الهرم الأكبر ، تحرك كبير لأجهزة الدولة المصرية ، اهتمام ومتابعة من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء وأجهزة الدولة ووزارة الآثار ومحافظة الجيزة ، الأجهزة الأمنية بذلت جهداً كبيراً منذ الساعات الأولى من صباح امس حتى منتصف الليل لتنتصر الدولة المصرية للقانون ولجريدة «الاهرام» التي فتحت الملف، وبدأت محاصرة المكان بعد صدور الجريدة ثم الازالة الفورية للتعديات المقابلة للهرم فى أهم منطقة أثرية فى العالم من ناحية باب أبوالهول. والتى استمرت بعد مثول الجريدة للطبع. بداية نشير الى انه عقب صدور صحيفة «الأهرام» أمس أجرى رئيس الوزراء اتصالاً هاتفياً باللواء أحمد راشد محافظ الجيزة وشدد على إزالة كافة أشكال التعديات الموجودة فى نطاق منطقة الأهرامات مؤكداً الأهمية الاستراتيجية والسياحية للمنطقة باعتبارها إحدى أهم مناطق التراث العالمى فى مصر والعالم كله.
يوم صعب عاشته الأجهزة التنفيذية والأمنية بمنطقة الأهرامات امس حيث بدأت القوات تتمركز من الساعات الاولى من صباح امس باتجاه المبانى المخالفة ثم تم فرض حزام امنى من بداية «بوابة أبوالهول» حتى الطريق الصاعد الى ابوالهول ووصلت تعزيزات من الاسعاف واجهزة المطافى ومسئولى محافظة الجيزة والقيادات وعلى رأسهم اللواء محمد الغول مساعد وزير الداخلية لشرطة السياحة والآثار واللواء دكتور ناجح زكى مدير مباحث السياحة والأثار. وتم إخلاء عدد من المنازل المحيطة بموقع التعديات، ولاحظ المتواجدون تواجد عدد من العمال والمتخصصين فى الهدم وسرعان ما بدأت القوات تنتفض لهدم المبانى المخالفة بواسطة معدات الهدم الثقيلة ولم يمض على النشر سوى 4 ساعات لتكتب هذه الواقعة شهادة إنجاز جديدة لدولة كبيرة تريد تطبيق القانون وحماية اهم أثر فى العالم ليبيت الليلة ابوالهول فرحا فقد جاء فى مصر من يقدر اهمية الاهرامات إحدى عجائب الدنيا السبع. نعود إلى بداية وقائع الأحداث، فبالتواصل مع المستشار الاعلامى لرئيس الوزراء ، هانى يونس، أكد تحرك أجهزة الحكومة وأن مصر تخوض حرباً شرسة ضد التعديات على املاك الدولة. وفور صدور الصحيفة وعقب تلقيه التوجيهات المباشرة عقد اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة عدة اجتماعات بالتنسيق مع ممثلى الآثار والاجهزة الامنية وتحركت اجهزة المحافظة وقامت بهدم عدة أبنية مخالفة بمنطقة نزلة السمان وأكدت مصادر مسئولة بالمحافظة أنه يجرى الترتيب لإزالة اى مخالفات أو مبان جديدة وخاصة ما يتعلق بما نشرته صحيفة »الأهرام« والذى يستوجب الإزالة الفورية . أحد العقارات المخالفة بعد بدء الهدم بمنطقة هرم خوفو - تصوير: أيمن برايز وبالتواصل مع الدكتور خالد العنانى وزير الآثار أكد عودة الدولة والحكومة لفرض قوة القانون، واشار الى ان وزارة الآثار لا تفرط ولا تتهاون فى اى شىء يتعلق بالآثار وانها تتخذ كافة الاجراءات وفقاً للقانون والتنسيق مع بقية أجهزة الدولة. ونظراً لارتباط الوزير العنانى بعدة اجتماعات مطولة أمس فقد أعطى توجيهاً للدكتور مصطفى وزيرى الامين العام للمجلس الاعلى للآثار الذى شرح لنا خريطة التعديات والجهود التى تبذلها الحكومة لمواجهة هذه المخالفات مؤكداً انه منذ أحداث 25 يناير هناك مايقرب من 6 الاف حالة تعد على مناطق اثرية تم التعامل معها بمنتهى الحسم على مستوى الجمهورية. وعندما سألته عن ابرز المناطق التى شهدت تعديات قال: محافظاتقنا وسوهاج والمنيا والشرقية وغيرها ونحن مستمرون فى المواجهة والقانون الجديد الذى تم تعديله مؤخراً يجرم هذه التعديات والعقوبات شديدة . وهنا أود التأكيد على انه لا يوجد تقنين لأوضاع اى ارض تتعلق بمنافع الآثار. وفى رده على التعديات التى وقعت على منطقة الاهرامات خلال الفترة الماضية أكد الدكتور وزيرى : نعم هناك تعديات وهناك تحركات من جانبنا فقد وصل عدد حالات التعديات بمنطقة الهرم الى 400 حالة خلال الفترة الماضية تم تنفيذ إزالة لحوالى 20% منهم حتى الان ، والتنفيذ هنا يرتبط بتحركات مشتركة لعدة اجهزة مع الوضع فى الاعتبار ان التعديات تشمل كل الاشكال فمن يقوم ببناء سور يعد حالة ومن يفتح شباكا ايضاً وكذلك من يقوم بالبناء . ونحن من جانبنا نقوم بالتنسيق ونعمل مع 4 جهات: أولاها الآثار والمحافظة شرطة السياحة ومن قبلهم الامن العام. وأكد الامين العام للمجلس الاعلى للآثار على ضرورة التفرقة فيما بين المخالفة خارج الحرم الاثرى وداخله وان هناك اماكن طبقاً للقانون يختلف فيها الاشتراطات وكل منطقة لها طبيعة خاصة، فعلى سبيل المثال منطقة القاهرة الفاطمية الاشتراطات بها متفاوتة حسب ارتفاع ومكان وجود الاثر فهناك اشتراطات ألا يقام أى بناء فى مكان ما ، ومكان آخر يشترط فيه عدم الارتفاع عن دور واحد. سألت دكتور مصطفى بشكل واضح .. لماذا تسجل مصر 7 مواقع فقط فى التراث العالمى فى حين ان دولا اخرى لا تمتلك عشر ما نملكه من آثار مسجل لها اكثر من 50 أثرا فى التراث العالمى .. هل فعلاً بسبب التعديات؟ وجاء الرد ..نحن الدولة الوحيدة التى سجلت مواقع كاملة فمثلاً الاقصر مسجلة بالكامل وهناك مناطق يمتد التسجيل بها الى 300 كيلو ونحن لدينا 7 مواقع لو اننا سجلنا كل موقع على حدة لأصبح لدينا الاف المواقع الاثرية. وحول حماية الآثار والتنقيب فى المناطق الاثرية من قبل المواطنين اكد الدكتور وزيرى ان هذا طبيعى فهناك اكثر من 50% من الآثار لم تكتشف بعد ومازالت فى باطن الارض وجميع المناطق الاثرية لدينا مهمة وليس الهرم فقط فكلها تمثل قيمة وليس فى الآثار غالٍ او رخيص كل المناطق نحميها بالقانون.. منطقة هرم خوفو قبل وصول القوات - تصوير: أيمن برايز ولا أبالغ عندما اقول لك ، الدولة المصرية عادت قوية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى والذى كان يحدث قبل ذلك لن يتكرر مرة اخرى. وحول كيفية حماية منطقة الأهرامات اكد الدكتور محمد عبدالمقصود الخبير الاثرى والامين العام الاسبق لمجلس الآثار ان موقع الهرم يجب حمايته من التعديات وكذلك بقية المواقع الاثرية حتى لا تتأثر صورة مصر السياحية والاثرية عالمياً، واشار الى ان الرئيس عبدالفتاح السيسى كون لجنه برئاسة سيادته للإشراف على مواقع التراث العالمى بمصر وهى: الهرم وسقارة والاقصر وأبو سمبل ودير أبومينا وسانت كاترين والقاهرة التاريخية. وطالب عبدالمقصود بإزالة كافة اشكال التعديات خاصة المبانى التى حجبت الرؤية عن المناطق الاثرية وضرب مثالا بمزارع سمكية تقام بمحافظة الشرقية على مناطق اثرية وكذلك ما حدث فى منطقة دهشور حيث تم اقامة مدافن على 5 أفدنة من ارض بها آثار. واشار الى دراسة مهمة تؤكد ان 60% من مواقع الآثار بالدلتا ضاعت خلال ال 60 سنة الماضية وهناك منطقة مثل «تل بسطا» بالشرقية، تعد احدى عواصم مصر القديمة، تم إهدار أكثر من نصفها. وكذلك المطرية وعين شمس التى تعوم على بحيرات اثرية كان يجب الحفاظ عليها. كلمة أخيرة .. شكرا للاجهزة التنفيذية وشكرا للحكومة التى تحركت بقيادة رئيس الوزراء وتعاون وزير الآثار ومحافظ الجيزة والذين أكدوا ان الدولة قوية وأرادت تطبيق القانون وأنها سوف تستمر فى إزالة اى تعديات تنفيذا لسياسة الدولة.