رجاء يوسف إدريس: الفضة أخرجتنى من حزنى على زوجى وسناء البيسى السبب وهاد سمير: أول معرض.. لى كان من طقم مائدة عفاف السيد: جدتى سر عشقى لها عاشقات الفضة هن نساء يصنفهن علم النفس بنقاء الروح وحب الصفاء وعدم الانخراط وراء اللمعان المبالغ فيه الذى تشعه المعادن النفيسة مثل الذهب والماس، وهن فى الغالب شغوفات بالقراءة ويغذين روحهن بالموسيقى الكلاسيكية ويستمتعن بالهدوء، ومقبلات على كل ما هو فطرى وغير متكلف، منجرفات فى علاقاتهن العاطفية وشديدات الحب والحنان، وقلوبهن طيبة. ................... وأوضحت الدراسات الطبية الحديثة بالولايات المتحدةالأمريكية أن للفضة تأثيرا قويا وإيجابيا على الإنسان فى علاجه النفسى، لذا أصبح من الشائع الآن وجود أدوية عبارة عن مسحوق معدن الفضة الناعم والمذاب فى محلول طبى ويشربه المريض، فيشفيه من أمراض كثيرة. رجاء زوجة الأديب الراحل يوسف إدريس اكتشفت عشقها للفضة صدفة بعد وفاة زوجها بعام قضته فى حزن وشعور بالفقد، وتقول: عشت فى دائرة من الاكتئاب حزنًا على زوجى كانت ثقيلة على روحى ونفسى، ويومًا جاءتنى فكرة أن أشغل قلائد من الفضة دون تدريب مسبق، فجمعت كافة المشغولات الفضية من المنزل وأعدت شغلها وتصميمها مرة أخرى، ومع الوقت وجدت ذلك متنفسا لى وعلاجا لحزنى لم يصفه لى طبيب، مضيفة، ثم سافرت للهند واشتريت مجموعة كبيرة من الأحجار الكريمة التى أضفتها إلى تصميماتى، ثم اشار على أحد الأصدقاء بأهمية ذهابى إلى ورش تصنيع الفضة بمنطقة الحسين بقلب القاهرة لأتعلم من العاملين فيها كيفية تشكيلهم حُلى الفضة. وتضيف إدريس، أنجزت أكثر من 20 قطعة فنية وعرضتها على صديقتى الكاتبة الصحفية سناء البيسى وأعجبت بها للغاية وعرضت على فكرة إقامة معرض لعرض تلك المشغولات ذات الذوق الرفيع والراقى، وبالفعل أقمت أول معرض لى بمنطقة مارينا بالساحل الشمالى المطل على البحر الأبيض المتوسط، لافتة إلى أن السيدات المقبلات على المعرض أثنين كثيرًا على القطع وبعتها جميعًا مما أعطانى ذلك طاقة إيجابية كبيرة وأصررت على استكمال ما قد ألهمنى الله لعشق الفضة. وأشارت إلى أن ما يميز المشغولات الفضية الخاصة بها هى كون كل قطعة منها ليست مكررة، فالمرأة التى تضع حول عنقها قلادة من صنعى تعرف تمامًا وتقدر جيدًا كون أن تلك القطعة لن يرتديها غيرها. الدكتورة هناء أبو شهدة أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر-مصر-، تؤكد أن عاشقات الفضة يملن بطبعهن إلى المعادن غير اللامعة أو المُعتمة، وهذا نتاج مجموعة من العوامل المحيطة بهن من حيث الثقافة أو البيئة المحيطة بهن، لافتة إلى أن النساء الشعبيات والنازحات من المناطق الريفية إلى الحضر يملن إلى الذهب، أما السيدات المنتميات للطبقة المثقفة والمولعة بالقراءة والفن والشعر يملن كثيرًا إلى الفضة. وتشير إلى أن عشق الفضة ربما يكون أيضًا فطريا لدى المرأة، وأنها ولدت بطبع يميل إلى ارتداء الفضة أكثر من أى معدن آخر، مؤكدة أن تصميم الفضة يدويًا يمكن أن يكون متنفسًا لأى سيدة عن أى ضيق تمر به بالفعل، مثلها فى ذلك مثل الأعمال اليدوية والتى تستطيع أن تُبدل الطاقة السلبية إلى أخرى إيجابية. والفضة التى عُرفت منذ أكثر من 2500 سنة قبل الميلاد فى آسيا الصغرى، هى معدن ثمين كرمه الله عز وجل فى كتابه قائلًا: «يطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا، قواريرا من فضة قدروها تقديرا»، نظرًا لقدرها العظيم، وقد استخدمها المسلمون كآنية وصنعوا منها العملات المعدنية، وعرف هذا المعدن أيضًا المصريون القدماء والعرب والصينيون، وهناك أكثر من دلالة تاريخية وتراثية على استخدمها فى الطب والعلاج من الأمراض وذلك لقدرتها على قتل البكتيريا والميكروبات وكانوا يضعونها فى أوانى مياه الشرب لتطهيرها وتعقيمها، لذلك فإن البعض ربط العلاقة بين الفضة والآية الكريمة، حيث إن أهل الجنة سيشربون فى آوان من فضة لأنها تنقى المياه. وتقول الكاتبة عفاف السيد العاشقة لارتداء الفضة: ان جدتها هى سر عشقها للفضة، فكانت تحب كل ما هو مصنوع من الفضة من حُلى لأنتيكات فى المنزل، فتجد لديها سوار الفضة والآنية المزخرفة والمنقوشة بالفضة أيضًا، لافتة إلى أن عشق الفضة انتقل إليها بالجينات، وأنها لا تنسى وهى طفلة صغيرة حينما وقعت عيناها على أول قلادة فضية وأصرت على أمها أن تشتريها لها، فى الوقت الذى كانت تكره فيه الأقراط الذهبية وتفقدها متعمدة والتى كانت عادة نساء الصعيد الذى تنحدر منه أن تزين بها آذان أطفالهن. وتؤكد، عفاف السيد أن الفضة تغير من مزاجها من الأسوأ للأفضل، وحينما تكون فى حالة ذهنية غير صافية فإنها تقوم على الفور وتختار قطعة من صندوق الفضة لديها لترتديها، مشيرة إلى أنها كثيرًا ما ترتدى الأقراط والأساور فى كل مناسبة، وكذلك الخواتم التى يمكن أن ترتديها فى كل أصابعها فى آن واحد وهذا مشهور عنها. هناك وجهة نظر شائعة وراسخة فى الأذهان عن أن النساء يعشقن كل ما هو يلمع، وأن عقولهن تُسلب أمام بريق الذهب والماس، ويمكن للرجل أن يكسب رضا حبيبته أو زوجته بسوار من الذهب ف «يزغلل» به عينيها، ويجعلها تعود إلى صوابها فى الحال، فتجد من يشير عليه بشراء قطعة لها، وهناك فئة من النساء لا يعرن ذلك اهتمامًا ويفضلن الفضة وترتاح أنفسهن إليها. الدكتورة وهاد سمير مصممة الحُلى والمجوهرات لا تعشق فقط ارتداء الفضة ولكنها تشغلها وتصنع منها أشكالا فنية رائعة تُبدع وتبتكر فى تصميمها، وتضيف إليها كثيرا من الأفكار غير الشائعة، كأن تصنع من أدوات المائدة الفضية و التى كانت مملوكة لجدتها أول معرض لها، فكانت هناك القلادة والأقراط المشغولة من الملاعق والشوك. وتشير، إلى أنه فى السنوات الأخيرة زادت نسبة عاشقات الفضة بشكل كبير عن ذى قبل، وأرجعت ذلك لتغيرات كثيرة لحقت بالمجتمع المصرى والعربى، كما خرجت المشغولات الفضية عن نمطيتها وأصبح هناك أشكال كثيرة منها غاية فى الروعة ودقة الصنع. وأكدت، أن كثيرات تعرفهن يذهبن إلى مناطق بدوية فى الصحراء مثل واحة سيوة الواقعة فى الصحراء الغربية بمصر ليشترين الفضة ذات النمط البدوى المعروف والذى تشتهر به النساء الصحراويات، لافتة إلى أن من يعشن فى الصحراء حيث النقاء والصفاء هن الأكثر عشقًا لارتداء الفضة بالمقارنة بنساء الحاضر العاشقات للذهب والماس.