ولدت بمشكلة فى العمود الفقرى، وبدلا من الاحتفال بها باسبوعها، دخلت حجرة العمليات، ولم تنجح محاولات الأطباء، بل زادت الوضع تعقيدا، وأدت إلى حدوث شلل نصفى. رضيت الأم بقضاء الله وبطفلتها كما رزقت بها، وتمسكت بالأمل، وزرعته فى ابنتها، وجعلتها تنسج خيوط النجاح فى رياضة السباحة، حتى أصبحت بطلة عالمية .. إنها آية عباس. تقول آية «18 عاما»: أرى أننى حققت إنجازات غير معتادة فى رياضة السباحة لذوى الإعاقة، وهى رياضة تراكمية تحتاج إلى تدريب متواصل ، من لياقة وحضور ذهنى، ترجع ممارستى للسباحة نتيجة إصابتى بمشكلة فى العمود الفقرى منذ ولادتى والتى جعلت الأطباء يؤكدون أنه لا مستقبل لى وأنى سوف أظل حبيسة الفراش دون أى قدرة على الحركة، لكن أسرتى لم تبال بتلك الآراء بل تمسكت بالأمل فى الشفاء وتطلب ذلك إجراء جراحة خطيرة بالعمود الفقرى وكان عمرى أسبوعا قام خلالها الطبيب بالخطأ بقطع العصب الخاص بالحركة والإحساس مما أدى إلى إصابتى بشلل نصفى، ثم تلاها بأيام قليلة جراحة أخرى فى المخ لشفط المياه الزائدة، بعد ذلك بدأت رحلة العلاج الطبيعى وعمرى شهر لتقوية العضلات والأعصاب. وعندما بلغت السادسة بدأت ممارسة السباحة بشكل بسيط بأحد النوادى ليس بهدف التمرين ولكن رغبة فى العلاج لأنى وسط المياه كنت أتحرك بحرية جعلتنى أقضى ساعات طويلة متواصلة كانت تصل فى أحيان كثيرة إلى 9ساعات . ومن هنا جاءت فكرة أن أنضم إلى فريق السباحة لذوى الإعاقة وحصلت على بطولة الجمهورية للمرة الأولى وعمرى تسع سنوات. وعام 2014تم انضمامى إلى منتخب مصر للسباحة الباراليمبية وكنت أتدرب بشكل شبه يومى من الخامسة صباحا حتى السابعة ثم أذهب مباشرة إلى المدرسة وأواصل يومى الدراسى بشكل طبيعى حتى ينتهى، بعدها أعود إلى النادى مرة أخرى لأقوم بتمرينات اللياقه البدنية والتى تستمر من الساعة الرابعة عصرا لمدة ساعتين وبعد ذلك أنتهى من واجباتى المدرسية وأنام فى التاسعة مساء. وكنت أعانى ضغط المناهج وعدم وجود مناهج خاصة بأبطال الرياضة يراعى فيها الكم بما يتناسب مع ظروف التمرين والاشتراك بالبطولات الدولية الذى يتطلب السفر المستمر. ورغم كل ذلك سافرت فى نهاية عام 2014إلى إسبانيا وحققت بطولتين وحصلت على ذهبية وفضية وكنت أول وأصغر سباحة تحصل على بطولة دولية منذ عام 1960، وتأهلت للمشاركة فى بطولة العالم بجلاكسو فى بريطانيا والتى حصلت خلالها على المركز السابع على مستوى العالم وتأهلت كأول سباحة مصرية فى تاريخ رياضات ذوى الإعاقة تشارك بالدورة الباراليمبية فى ريودى جانيرو بالبرازيل 2016وشاركت فى سباقات 50و100و400متر حر وقد سجلت المركز العاشر عالميا. كما شاركت فى بطولتى برلين وبولندا، وفى 2017سافرت إلى المكسيك وشاركت فى بطولة العالم لسباحة ذوى الإعاقة للسيدات وحصلت على الميدالية البرونزية فى سباق 400متر والفضيه فى سباق 100متر. وبفوزى بالميدالية البرونزية أصبحت ثانى لاعبة مصرية تحرز برونزية بطولة العالم فى السباحة بعد اللاعبة فريدة عثمان. لذلك قام السيد عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية بتكريمى ومنحى وسام الجمهورية للرياضيين من الطبقة الثانية. بذلك أكون أول وأصغر سباحة مصرية تحصل على وسام الجمهورية للرياضيين . وحاليا أستعد للتأهل للمشاركة فى بطولة العالم التى سوف تقام بماليزيا فى أبريل المقبل لتحقيق حلمى فى الحصول على ميدالية أوليمبية. وعن دراستها تذكر آية: حاليا أنا طالبه بالفرقة الأولى بالجامعة الأمريكية وأدرس إدارة أعمال ومسرحا وذلك لأنى أحلم بعمل مشروعات مختلفة تخدم الأشخاص ذوى الإعاقة ولأنى أهوى التمثيل أدرس مسرحا وأحلم بأن أقدم عملا مسرحيا فى المستقبل القريب.أيضا من احلامى تأسيس دار لرعاية الأشخاص الكبار الذين فقدوا ذويهم أو انقطعت الصلة بينهم لأوفر لهم حياه تعوضهم عن أهلهم ويصبح كل الموجودين بالدار أسرة واحدة. أيضا أحلم بالحصول على الماجستير والدكتوراه فى مجال دراستى. يعود الفضل فى نجاحى وتحقيقى لتلك الإنجازات إلى أسرتى بداية من والدتى التى تفرغت من عملها لأجلى وعلمتنى أهم قاعدة فى الحياة وهى الرضا بالمكتوب والسعى المتواصل دون انقطاع للوصول إلى أفضل مما يمكن تحقيقه، بالإضافة إلى أنها تذهب معى خطوة بخطوة إلى التمرين والمدرسة، وحاليا الجامعة وتسافر معى بالبطولات وكذلك والدى يسافر معى فى البطولات رغم انشغاله بعمله، أيضا أخى محمد يدعمنى وقد لعب دورا مهما فى حياتى حيث كنت أذهب معه إلى البطولات التى يشارك فيها كبطل عالم ناشئين فى الجمباز وكان ذلك يشجعنى أكثر على احتراف الرياضة .