أتعجب لكون معظم التعليقات والتحليلات التي قيلت على كم الإصابات اللافت التي ضربت صفوف فريق الأهلي الكروي، سارت في طريقين، كلاهما يغيب العلم عن عمد، ذلك أن غالبية هذه التعليقات صبت فوق رأس طبيب الفريق أو تقديم عامل السحر لهذه الظاهرة. أما طبيب الفريق، فلا يعقل أن يكون سببا فيما ضرب الأهلي من إصابات، ذلك أن مهمة أي طبيب منطقيا تبدأ بعد الإصابة وليس قبلها، فهو المنوط به التشخيص ووضع خطة العلاج والإشراف على تنفيذه، وأبدا لم تكن مهمته منع إصابة ما من اللحاق بلاعب ما، حتى الدور الذي يقوم به الجهاز الطبي لتفادي الإصابات فذلك تخصص لم تعرفه الملاعب المصرية بعد، بل والملاعب العربية والإفريقية بشكل كامل، وحتى أولئك الذين اعتمدوا هذا التخصص في أجهزتهم المعاونة تحت عنوان كيفية تفادي الإصابات لم يحققوا المرجو منه بنسبة كبيرة، أي أنه أمر لا يزال في مرحلة التجارب. وأما حكاية السحر، فهو أمر حق، ومذكور في القرآن الكريم، إلا أنه مشروط بعوامل كثيرة يتجاهلها الكثيرون عن عمد، وهم في كل الأحوال يريدون بذلك تغييب العقل واستسهال التعرف على الأسباب الحقيقية لأي أمر يرجعونه إلى السحر، وهم بذلك يبتعدون عن حقيقة الموضوع وأسبابه العلمية وبالتالي طرق علاجه والخلاص منه. إن الإصابات مثل المرض.. كلنا معرضون له، وأيضا كلنا مطالبون بالوقاية منه، وكما أنه قدر من الأقدار، فإن رحمة الله أنارت طريقنا للتوصل إلى طرق علاج ما كانت تخطر على قلب أحد، وهذا بيت القصيد، والمطلوب من النادي الأهلي وجهازه الكروي، أن يبحث في كل عناصر منظومته، فقد يكمن السبب في أي منها، وهم الوحيدون القادرون على التوصل لذلك، وبالتالي يسهل وضع حد لتفشي هذه الظاهرة وعلاج ما خلفته من أضرار .. كل الدعاء للمولى عز وجل أن يسبغ على جميع لاعبي مصر العافية وأن يبعد عنهم شر الإصابات. لمزيد من مقالات أسامة إسماعيل