«أسد ماليزيا العجوز»، «الثعلب المحنك»، «صانع النهضة» كلها صفات شخص واحد هو رئيس الوزراء الماليزى مهاتير محمد، أكبر وأقدم زعماء العالم، الذى عاد إلى حلبة السياسة بعد مرور 15 عاما على اعتزاله العمل السياسي، ليصحح ما وصفه بأنه «غلطة حياته»، ولينقذ بلاده من براثن الفساد يعد مهاتير أحد أنجح رؤساء الوزراء فى التاريخ الماليزي، ولديه علامات القيادة والنجاح منذ صغره، فقد كان طبيبا ناجحا قبل أن يصبح سياسيا بارعا عقب انضمامه لحزب منظمة المالايو الوطنية المتحدة، ثم ترقى فى المناصب السياسية من عضوٍ بالبرلمان وحتى وصوله لرئاسة الوزراء عام 1981, وخلال فترة حكمه الممتدة 22 عاما، كافح مهاتير من أجل حقوق الشعب الماليزي، وساعدت سياساته على ازدهار الاقتصاد والبنية التحتية وأتاحت فرص التعليم لجميع أبناء شعبه، كما رحب بالاستثمارات الأجنبية وأصلح نظام الضرائب وخفض التعريفات الجمركية، فانتقلت ماليزيا خلال فترة حكمه الطويلة من دولةٍ فقيرة إلى مصاف الدول المتقدمة. ولم يعكر صفو مسيرة الإصلاح التى قادها رابع رئيس وزراء لماليزيا سوى بعض الانتقادات لسجله فى مجال الحريات وانتقاداته المستمرة لسياسات الغرب. فقد تعرض العديد من الزعماء السياسيين للحبس فى عهده وأبرزهم أنور إبراهيم، كما سبب العديد من تصريحاته الجريئة عن الغرب توترا بين الجانبين، حيث قال إن اليهود يحكمون العالم، مطالبا المسلمين باستخدام العقل والقوة لمحاربتهم، كما جعل علاقته مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا وأستراليا متوترة، فحظر صحيفة «نيويورك تايمز» و«وول ستريت جورنال» الأمريكيتين لطباعتهما مقالات افتتاحية سلبية عنه، كما أيد قانونا يدين الإتجار فى المخدرات، مما أدى إلى إعدام العديد من المواطنين الغربيين وبعد أن ترك مهاتير مقاليد الحكم عام 2003 ، عاد رمز البطولة مجددا - وهو فى الثالثة والتسعين من عمره - إلى المشهد السياسي، ليثبت أنه لا يكل ولا يمل من ألاعيب السياسة، بعد أن سعت أحزاب المعارضة الماليزية إلى اختيار مرشح بالإجماع للإطاحة بنجيب عبد الرازق رئيس الوزراء السابق المتورط فى فضائح فساد بلغت مئات الملايين من الدولارات.