لماذا لم تستغل مصر حتى الآن فرصة الحرب التجارية الأمريكية بين الولاياتالمتحدةوالصين بجذب الشركات الصينية للاستثمار لديها، فهى تقدم مزايا تنافسية لا تتوافر فى كثير من دول العالم؟ منها المناطق الصناعية والإعفاءات الضريبية والجمركية إلى السوق الأمريكية وفقا لاتفاقية التجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة ورخص الأيدى العاملة المصرية التى لا تتجاوز 100 دولار شهريا فى ظل ارتفاع الأجور فى الصين التى وصلت إلى 600 دولار، لماذا لا نحذو حذو بنجلاديش وفيتنام؟ اللتين تصدران ملابس ب 30 مليار دولار سنويا لكل منهما حتى يمكن توفير آلاف من فرص العمل فى مصر. الصين لديها أكبر سوق محلية للملابس قيمتها 341 مليار دولار، وهى بذلك أضخم من أسواق الاتحاد الأوروبى وسوق الولاياتالمتحدة، لهذا ليس امام الصين سوى الإنتاج خارج حدودها لتجنب رفع التعريفة الجمركية بنسبة 25% التى تفرضها الأسواق الأمريكية على سلعها. وإذا لم تستغل مصر هذه الفرصة فسوف تتجه الصين الى إثيوبيا التى لديها أيضًا بروتوكول الكويز مع الولاياتالمتحدة ولديها مزايا تنافسية أكثر منها رخص الأيدى العاملة. الاقتصاد المصرى لا يعمل بمعزل عن اقتصادات العالم، فهو يؤثر فيه ويتأثر به، وإذا أردنا علاج اقتصادنا فلن يشفيه زيادة الضرائب والرسوم ورفع الأسعار وإنما يأتى بمحاولة الفوز بنصيب من كعكة الاستثمارات العالمية القادمة لإفريقيا، الامر فقط يتطلب مزيدا من الشفافية وإتاحة المعلومات الدقيقة لفتح الأبواب أمام الاستثمارات الأمريكية التى لا تتجاوز 2.4 مليار دولار والتى تقل كثيرا عن الاستثمارات الصينية التى تبلغ حاليا 15 مليار دولار. [email protected]