انطلقت احتفالات أعياد الميلاد «الكريسماس» فى العالم، وفى الوقت الذى توافد فيه الآلاف للاحتفال فى بيت لحم بفلسطين، دعت الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا إلى الإنصات لرسالة السلام والمحبة. وفى بيت لحم، اصطف المصلون فى ساحة المهد بالقرب من شجرة أعياد الميلاد التى يبلغ طولها حوالى 16 مترا، فيما شهد مدخل كنيسة المهد ذو التصميم الحجرى القديم تزاحم الوافدين والطامعين فى تأمين موقع لهم داخل الكنيسة التى تم تشييدها قبل عدة قرون. بلدية بيت لحم استبقت موعد القداس السنوى باستعدادات وزينات خاصة انتشرت فى شوارع المدينة التاريخية العريقة منذ بداية شهر ديسمبر الحالي. وقد وصل حوالى 24 وفدا دوليا إلى بيت الحكم للمشاركة فى وقائع القداس. وكانت المدينة قد شهدت ارتفاعا فى معدلات السياحة الوافدة خلال العام الماضي، مع ارتفاع أعداد السائحين إلى 3 ملايين. وأرجع المراقبون ذلك إلى مزيج من العوامل، فيما بينها القيمة التاريخية والروحية للمدينة، بالإضافة إلى الهدوء الذى تتمتع به. وفى حلب، لم تمنع غزارة الأمطار الحلبيين من الاجتماع حول شجرة الميلاد فى ساحة العزيزية منتظرين ساعة الصفر لإضاءة أنوارها. ووفقا لمراسل وكالة «سبوتنيك»، فإن جمهور الشجرة التواق لالتقاط لحظات الفرح بعد سنوات الحرب السبع تجمع بالمئات قبل الساعة السابعة موعد إضاءة الشجرة ردد بعضهم الأغانى الوطنية احتفالا بخلع المدينة اللون الأسود الذى خيم على مدينتهم. وأضاءت الألعاب النارية سماء حلب لتضيء بعد ذلك شجرة الميلاد التى اكتست باللون الأزرق لتعلو صيحات الحاضرين، مصحوبة بالتهليل والصفير والتصفيق، معبرة عن فرحتهم بالعيد. وفى بريطانيا، دعت الملكة إليزابيث الثانية - 92 عاما - فى كلمتها بمناسبة أعياد الكريسماس إلى عدم السماح للخلافات بين البشر بأن تعيق فرص التعامل باحترام بين الجميع. وأضافت الملكة فى سياق الكلمة التى تم تسجيلها بالغرفة البيضاء فى قصر باكينجهام، أن تغليب الاحترام يعتبر «خطوة جيدة أولى نحو تحقيق مزيد من التفاهم». وأكدت الملكة البريطانية فى الكلمة التى عادة ما تكتبها بنفسها، أن رسالة السيد المسيح لنشر السلام بالأرض وتمنى الخير للجميع « لا يمكن أن تتسم بالقدم أبدا، وأنها ملائمة لكل وقت». وفى العادة ما يعكس خطاب الملكة السنوى مجمل التجارب التى مرت بها خلال العام المنقضي. وقد أشارت إلى حرصها على وجود أحبائها بالقرب منها، مشددة « خلال التغييرات الكثيرة التى مررت بها على مدار السنوات، فإن الإيمان، والأسرة، والصداقة لم تكن مجرد العوامل الثابتة بالنسبة لي، ولكن أيضا مصدر للراحة والاطمئنان الشخصي». وفى بريطانيا أيضا، التزمت كنيسة «سانت ألبان» بعادتها المستمرة منذ عشرة أعوام باستضافة ممثلين عن بعض الجاليات المسلمة فى «ميدليكس» بالعاصمة لندن، وذلك للمشاركة فى إحياء قداس أعياد الميلاد. وقد نقلت وسائل الإعلام البريطانية عن بعض أعضاء المجموعة المسلمة المشاركة فى القداس، تأكيداته بأن المشاركة السنوية ذات أهمية كبري، خاصة وأنها تسمح بالتواصل بين قيادات المجتمع المحلى من مختلف المذاهب الدينية والذين يصبحون أصدقاء لاحقا. وكانت المشاركة السنوية للمسلمين فى قداس مدينة «ميدليكس» قد ساعد فى تقوية روابط التعاون بين مسلمى ومسيحيى المدينة، ودفع لمشروعات للتعاون والعمل المشترك فيما بينهما. وفى النمسا، احتفلت العاصمة فيينا بأعياد الكريسماس عبر سلسلة من المراسم والأنشطة، التى ركزت على تفعيل العوامل الثقافية والتراثية المرتبطة بالثقافة النمساوية. وتجذب احتفالات النمسا حوالى 3 ملايين سائح سنويا. ومن أبرز جهات الجذب خلال هذا الموسم السنوي، يأتى «سوق فيينا» والذى يقع بالقرب من مقر رئاسة الجمهورية ومبنى المستشارية النمساوية، ويعتبر أحد أشهر أسواق أعياد الميلاد فى النمسا وأوروبا إجمالا.