يعد مهرجان فيسباكو السينمائى الدولى، الذى تأسس عام 1969 في بوركينيا فاسو، أحد أقدم وأكبر مهرجان للسينما فى القارة الإفريقية، وأكثرها تقريبا بين الشعوب، وبالرغم من أهمية المهرجان العالمى الذى يحتفل بدورته الخمسين العام المقبل، لم تكن تربطنا به روابط قوية، حتى شارك فى فعالياته المخرج د.أحمد عاطف دره عام 2013 بفيلمه "الغابة" والذى فاز وقتها بجائزة الصوت وجائزة أفضل فيلم يعبر عن المدينة. وأعتقد أن عام 2015 كان نقطة مهمة فى زيادة التواصل مع المهرجان، خاصة بعد توقيع مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية برئاسة السيناريست سيد فؤاد والمخرجة عزة الحسيني مديرة المهرجان بروتوكول تعاون مع إدارة "فيسباكو" بقيادة أردجوما سوما، لتكون بوركينا، ضيف شرف الدورة الرابعة من مهرجان الأقصر، كما تم اختيار مصر كضيف شرف لإحدى دورات "فيسباكو"، وقد حالفنى الحظ أن أقوم بتغطية فعاليات تلك الدورة، التى شاركت خلالها مصر بوفد رفيع المستوى برئاسة د. وليد سيف رئيس المركز القومى للسينما كنائب عن وزير الثقافة فى ذلك الوقت. والحقيقة لا أستطيع أن أصف حفاوة الاستقبال من قبل الجماهير هناك، خاصة خلال عرض "قبل الربيع" وهو الفيلم الوحيد الذى اختارتة إدارة المهرجان ليمثل مصر بالمسابقة الرسمية، والفيلم بطولة هنا شيحة وحنان مطاوع وأحمد وفيق ومن تأليف وإخراج د. أحمد عاطف، وأثناء العرض الذى شهد حضور هشام ناجى سفير مصر فى بوركينا فاسو، رفعت القاعة شعار "كامل العدد" ونجح الفيلم فى الحصول على جائزة الاتحاد الأوربى. ومن خلال متابعتى للمهرجان فقد أصبح "فيسباكو" قبلة صناع السينما، وكان له الدور الأكبر في تطوير السينما الإفريقية، وفى ظل استعداداته لدورة خاصة بمناسبة مرور 50 عاما على تأسسه، كانت إدارة المهرجان حريصه على تواجد مصر، ووقع اختيارها على د.أحمد عاطف دره، ليكون مستشارا فنيا للدورة المقبلة، وهو اختيار رائع بكل المقاييس، حيث إنه كان ضمن لجنة تحكيمه فى عام 2013، كما أنه يشغل حاليا منصب السكرتير الإقليمي للاتحاد الإفريقي للسينمائيين، وأتمنى أن تنجح تلك المشاركة فى زيادة التقارب بين الثفافات، وتساهم فى زيادة مد جسور الثقة مع دول إفريقيا، التى نجحت القيادة السياسية فى توطيد العلاقات معها خلال الفترة الماضية. لمزيد من مقالات محمد مختار أبودياب