تقرير إخبارى

الهجرة الإفريقية غير الشرعية.. صداع أوروبا المزمن

استضافت العاصمة النمساوية فيينا منتدى «إفريقيا - أوروبا» بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى و المستشار النمساوى سيباستيان كورتز وعدد من الزعماء الأفارقة، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.
وخلال أعمال المنتدي، بحث الزعماء الأفارقة والأوروبيون قضايا التعاون بين القارة السمراء ودول الاتحاد الأوروبى فى مجالات الابتكار والتكنولوجيا الرقمية، كما جرى تنظيم عدد من الموائد المستديرة لمناقشة قضايا التعاون فى مجالات الزراعة والتكنولوجيا، والتعليم العالى والبحث العلمي، والاستثمار فى المشروعات الجديدة وربط المدن وسبل مواجهة تغيرات المناخ بإفريقيا والوصول إلى الطاقة المستدامة والحكومة الإلكترونية، ووسائل تسريع التجارة الإلكترونية فى إفريقيا.
وألقت قضية الهجرة غير الشرعية من دول القارة الإفريقية لأوروبا بظلالها على أعمال القمة رغم أنها لم تكن مدرجة رسميا على جدول الأعمال، وظهر ذلك جليا فى المؤتمر الصحفى المشترك للرئيس السيسى والمستشار النمساوى أمس الأول - الإثنين - الذى تناول فيه الرئيس السيسى الجهود المصرية للحد من هذه الظاهرة التى تتسب فى إزهاق أرواح الآلاف خلال محاولاتهم لعبور المتوسط وصولا للشواطئ الأوروبية.
ولم يكن تناول قضية الهجرة أمرا غريبا فى ظل الاهتمام الأوروبي، خاصة النمساوي، بقضايا الهجرة غير الشرعية التى أصبحت تشكل صداعا مستمرا للبلدان الأوروبية بسبب التداعيات الاجتماعية والأمنية المرتبطة بتلك الظاهرة.
وفقا لمنظمة دولية للهجرة، فإن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا عن طريق البحر خلال الفترة من يناير لأغسطس بلغ 67 ألفا و122 مهاجرا ولاجئا.
وكانت إسبانيا هى الوجهة الأولى للاجئين فى أوروبا، حيث استقبلت خلال هذه الفترة 27 ألفا و994 مهاجرا.
وفى إطار الجهود الأوروبية للقضاء على الظاهرة، مول الاتحاد الأوروبى مشروعا لإنشاء موقع إلكترونى بلغات متعددة من بينها العربية ويحمل اسم «مهاجر» وتشرف عليه مؤسسات إعلامية أوروبية، لتقديم المعلومات الصحيحة حول الأوضاع فى أوروبا لإقناع راغبى الهجرة بعدم التوجه لأوروبا.
ووفقا لدراسة نشرها الموقع سالف الذكر، فإن عدد طالبى اللجوء لأوروبا بلغ ذروته فى عام 2015، حيث بلغ عددهم 1٫26 مليون شخص، وفى العام نفسه، فقد أكثر من ثلاثة آلاف شخص حياتهم خلال الهجرة عبر البحر المتوسط.
وبحسب منظمة الهجرة الدولية، كان هناك أكثر من 115 ألف وافد إلى أوروبا عن طريق البحر خلال الشهور السبعة الأولى من عام 2017، بينما فقد أكثر من 2300 شخص حياتهم فى المتوسط، بخلاف المفقودين.
وسجلت ألمانيا فى الربع الثانى من عام 2017، أكبر عدد من طالبى اللجوء المتقدمين لأول مرة، والتى بلغت نسبة 28% من جميع الطلبات المقدمة فى الاتحاد الأوروبي، وجاء بعد ألمانيا كل من إيطاليا وفرنسا واليونان والمملكة المتحدة.
ولمواجهة هذه الظاهرة تكثف دول الاتحاد الأوروبى مساعيها من أجل كبح جماح الهجرة غير الشرعية نحو أراضيها، وذلك من خلال عقد شراكات وثيقة مع دول شمال إفريقيا، إلى جانب دعم جهود التنمية فى القارة السمراء لتوفير المناخ المناسب لإقناع راغبى الهجرة بالبقاء فى بلادهم وعدم البحث عن ظروف أفضل بالهجرة للخارج.
وفى هذا الإطار، توصلت دول الاتحاد الأوروبى فى يونيو الماضي، وبعد جهود مضنية وخلافات عميقة بين الدول الأعضاء، لاتفاق حول قضية الهجرة، وكان من أهم بنود الاتفاق ضرورة محاربة الأزمة من جذورها عن طريق الشراكة مع القارة الإفريقية من أجل التوصل إلى تنمية اقتصادية واجتماعية فى القارة السمراء، وخصص الاتفاق مبلغ 500 مليون يورو لهذا الغرض.
ويرى بعض المراقبين أن منتدى أوروبا إفريقيا الذى استضافته النمسا يعد حلقة فى برنامج التعاون الأفريقى الأوروبى لدعم التنمية فى إفريقيا، خاصة أن التعاون فى مجالات الزراعة والتكنولوجيا والتعليم العالى والبحث العلمى والاستثمار فى المشروعات الجديدة ووسائل تسريع التجارة الإلكترونية فى إفريقيا كانت ضمن القضايا المطروحة فى الحلقات النقاشية التى عقدت على هامش المنتدي.