يابني.. المذيعون زملاؤك يرتكبون مذبحة لغوية فى كل برنامج يقدمونه. سيبويه عالم النحو والصرف يتقلب الآن فى قبره ويتألم بسببهم.. أحسست بحرج بالغ ولم أدر بماذا أرد وكيف أفسر ما يحدث لأساطين اللغة الدكتور شكرى عياد والدكتور مهدى علام؟ المهم دخلنا إلى قاعة المؤتمر وبدأنا نستمع إلى كلمات بعض السادة المسئولين وعمداء الكليات ورؤساء الجامعات والنقاد والمفاجأة أنه لم تمر خطبة دون أغلاط أو أداء لغوى مرتبك وكانت فضيحة وذهبت إلى الدكتور شكرى والدكتور مهدى وقلت لهما ما رأيكما الآن فى لغة الأساتذة المثقفين والأكاديميين ؟.. ابتسما وقالا والله عندك حق. الآن أتذكر هذا اللقاء من أكثر من ربع قرن وأرى أن المذابح اللغوية فى ازدياد عظيم، تحولت اللغة العربية اليوم إلى مزيج من لفظ عربى يكتب بأحرف لاتينية ورموز وأرقام، لتُشكل لغة جديدة بدأت تطالعنا عبر الشبكة العنكبوتية أو رسائل الهاتف المحمول وأصبح حرف الحاء رقم 7 والعين رقم 3.. ناهيك عن الخطايا الإملائية والنحوية واختلاط الفصحى بالعامية. محرك البحث «جوجل» حقق لنا ما يسمى التمكين الثقافى ولكن هل حقق التمكين اللغوى أيضا أم أسهم فى تخريب اللغة؟ نسبة الناطقين بالعربية 500 مليون تقريبا، بينما نسبة المحتوى الإعلامى العربى 5% فقط ويوجد 156مليونا فى العالم العربى يستخدمون الإنترنت منهم 40 مليونا فى مصر وحدها.. تسمع الشباب الآن يقولون لك.. أجوجل.. أسرش.. دليت. كما انتشرت ظاهرة جديدة وهى ما يمكن تسميته السرد الإلكترونى، أثرت على تراكيب الجمل وعلى المفردات ومع كل احتفال باليوم العالمى للغة العربية.. ما هى الاقتراحات للخروج من هذا المأزق؟.. وما هو الحل؟ أولا: تويفل عربية.. على غرار امتحانات تويفل الإنجليزية ولابد من اجتيازها كشرط لأى باحث فى الماجستير أو الدكتوراه.. أو متقدم لمنصب أو وظيفة مهمة.. ثانيا: كتاتيب الإنترنت وتصميم برامج إلكترونية جذابة للصغار والكبار على السواء تساعد على التعليم الذاتى فى أجواء من المتعة بالصوت والصورة.. ثالثا: إلزام قنوات التليفزيون أن تكون أسماؤها عربية بلاش عقدة الخواجة.. رابعا: كتابة الأسماء الأجنبية للمحال بالعربية والإنجليزية معا.. خامسا: تطوير أساليب تدريس اللغة العربية فى المدارس.. مثلا.. استخدام المصحح الإلكتروني.. نماذج الامتحانات والمسابقات.. وتحديث المناهج فى كليات اللغة العربية ودار العلوم وتوفير «تابلت» لكل دارعمى..سادسا: حصة المطالعة وتشجيع الخطابة فى المدارس وفى المحافل والمناسبات المختلفة.. سابعا: إعادة إحياء مجمع اللغة العربية بقوة مع المستحدثات الجديدة وتنشيط حركة الترجمة.. ثامنا: توطين العلوم وإلزام أى مبعوث للخارج بترجمة كتابين فى مجال تخصصه.. أحدهما فى كلاسيكيات العلم والآخر فى أحدث الأبحاث.. تاسعا: أفلام الكرتون وبرامج الأطفال والأغانى الفصيحة.. كل هذه مادة مؤثرة وتسهم فى النهوض بمستوى اللغة العربية، فقط نريد ضخ أموال لإنتاج محتوى عربى يعبر عن الهوية.. توم وجيرى عربى أيها الناس.. مثل بكار وبوجى وطمطم لكن باللغة الفصيحة.. عاشرا: العنف والتحرش اللغوى على مواقع التواصل الاجتماعى دراسة أسبابه واجبة..لماذا يتمرد الشباب؟ .. بقى أن نقول إن اللغة دالة فى التقدم العلمى يعنى مرهونة بمدى تقدم أهلها ومدى الطلب عليها.. إنها صرخة وجرس إنذار من أجل نوبة صحيان لغوية.. حتى لا نرى حكايات مضحكات مبكيات حول اللغة العربية. لمزيد من مقالات د. جمال الشاعر