بدأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى أمس مشاورات طارئة مع القادة الأوروبيين فى محاولة للحصول على ضمانات إضافية حول اتفاق بريكست بهدف إقناع مجلس العموم البريطانى بالتصويت عليه، وذلك بعدما اضطرت ماى فى خطوة مُهينة تكشف ضعف موقف حكومتها إلى تأجيل التصويت الذى كان مقرراً أمس واعترافها بأنها كانت ستخسر التصويت بفارق كبير. يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه دونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبى أن الاتحاد لن يعيد التفاوض على اتفاق خروج بريطانيا، داعيًا إلى اجتماع غدا الخميس لبحث سبل مساعدة بريطانيا فى تمرير الاتفاق. وتوجهت ماى إلى هولندا وأجرت مشاورات مع رئيس الوزراء الهولندى مارك روتي، على أن تتجه إلى ألمانيا وبلجيكا للقاء المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس المجلس أوروبى دونالد تاسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. وقالت ماى إنها تحتاج إلى «المزيد من التطمينات» بشأن خطة «شبكة الأمان» لآيرلندا الشمالية والتى تهدف إلى منع عودة الحدود بين آيرلندا الشمالية والجنوبية بعد البريكست. ويتخوف نواب البرلمان البريطانى من أن هذا الترتيب، الذى يتضمن بقاء بريطانيا فى الاتحاد الجمركى الأوروبي، قد يطول لأعوام ولن يكون بإمكان بريطانيا الخروج منه من طرف واحد.لكن يبدو أن الاتحاد الأوروبى حريص على إغلاق الباب فى وجه إعادة التفاوض حول خطة الانسحاب التى صدق عليها قادة الدول الأوروبية ال27 فى نوفمبر الماضي.وبعدما فاجأت ماى البرلمان بخطوة تأجيل التصويت، لم يعد واضحاً متى ستطرح مسودة الاتفاقية للتصديق عليها مرة أخري. لكنها أشارت أمام البرلمان إلى أن آخر موعد نهائى للتصويت سيكون 21 يناير المقبل.