من الصعب أن تطأ قدماك محافظة أسيوط ويفوتك أن تزور أحد أهم مزاراتها ومعالمها السياحية ، وهو دير( العذراء) درنكة. حوالى 10 كيلومترات من المدينة تقطعها السيارة غربا حتى تصل إلى جبل أسيوط الغربى ثم تستمر فى الصعود إلى قرية درنكة ويستمر الطريق المرتفع حتى يصل إلى أبواب الدير الذى يقع فى أحضان الجبل على ارتفاع 100 متر من سطح البحر. هنا إحدى محطات مسيرة العائلة المقدسة فى مصر فى رحلة عودتهم إلى بيت لحم بفلسطين، استقروا خلالها فى المغارة الموجودة هناك ليحتموا من الفيضان وسط جموع الناس. مغارة يرجع تاريخها إلى حوالى 2500 سنة قبل الميلاد، أقيم فيما بعد بجانبها الدير الذى يطل على الوادى الأخضر الشاسع الممتد حتى نهر النيل. حين بدأت الحركة الرهبانية قامت بهذه المنطقة أديرة كثيرة للرهبان و الراهبات، وتوارث المسيحيون على مدار السنوات الإقامة بدير درنكة. وفيه كنائس للصلاة وأماكن للزيارة وأخرى للإقامة والكثير من الخدمات الدينية و الاجتماعية والأنشطة الفنية. يجذب العيون والقلوب بعمارته وتكويناته المميزة وزخارفه وأيقوناته الملونة والراحة والسكينة التى يستشعرها زواره بالداخل، ويقوم البعض بوضع ورقة تحمل أمنياتهم أو طلباتهم فى صندوق بجوار ضريح الأنبا "ميخائيل" والذى ظل على كرسى المطرانية فى أسيوط ودير درنكة مدة طويلة لم تتكرر وهى 68 عاما. يتدفق ضيوف الدير من كل حدب وصوب خاصة فى شهر أغسطس من كل عام، موعد مجىء العائلة المقدسة إلى جبل أسيوط، باحثين عن قدر من السكينة الروحية والمتعة السياحية أيضا متأملين مشاهد الطبيعة الخلابة للمدينة من أعلى الجبل، بالإضافة إلى بعض الأغذية الصحية وثمار الأرض السخية.