تابعنا الجدل الذى طرحه قول أحد الشيوخ بأنه لاتوجد علاقات جنسية فى الجنة، بينما رد عليه شيوخ آخرون ينفون رأيه بنصوص القرآن والأحاديث، وأنه لا يوجد خلاف بين العلماء إلا فى القدرة على الإنجاب فى الجنة، بعدها دخل رأى ثالث يرى أن العلاقات الجنسية موجودة فى الجنة ولكن بشكل مختلف عما نعرفه! فى خضم هذا أكد الشيخ الذى فجر القضية أن ما أثاره هزم فكر الجماعات الإرهابية ، الذين يطمعون بعملياتهم الانتحارية فى الحور العين والنعيم الذى سوف يرونه على أيديهن فى الجنة! كل هذه الحوارات التى دارت جاءت لتُشخص لنا حالة الهذيان الفكرى التى تملكت الكثير من مناقشاتنا وحواراتنا المشتركة، ولتؤكد لنا هذا الفراغ اليومى الذى تعانيه بعض الفئات التى نتعامل معها على أنها نخبة تقود الرأى فى مجتمعنا حتى يُصبح أكثر وعياً وفهماً وتنويراً فنجدها تأخذ به إلى حوارات التغييب، وتعيش معه فى الغيب، هرباً من الواقع الصعب. لقد كان أولى بهؤلاء أن تكون فى أولوياتهم رسم طريق لنا للبناء على الأرض، وكيف نُعمر فيها كما طلب الله منا.. وأن يحدثونا عن العمل وإتقانه.. وعن الأخلاق وتفعيل الضمير والمُعاملة الحسنة.. أن ينقلوا لنا من الدين مايرفع شأننا، ويعلى قدرنا بين الأمم وينتشلنا من غياهب الجهل. إن مانعرفه عن الأمم المُتقدمة أنهم لايتحدثون عن الجنة لكنهم يبنون بلادهم بالعمل والتكنولوجيا وتأهيل البشر، أما نحن فنعيش فى عالم آخر لانبحث فيه إلا عن ملذاتنا فى الدنيا والآخرة.. نقول لهؤلاء ليتكم تعملون عمل أهل الجنة أولاً حتى تصلوا إليها، قبل أن تتحدثوا عن الحور العين فيها! لمزيد من مقالات حسين الزناتى