وجدت فيما كتبه علي صفحته "باحث عن الحقيقة بلا حدود "بالفيس بوك فرصة لاهرب من الكتابة التي لا طائل منها عن الثورة و الارهاب ومظاهرات ومسيرات الاخوان وانصارهم.. وانتقادي للتعديلات الدستورية والانتخابات الرئاسية ام البرلمانية.. وغيرها من الاحداث والمشكلات التي نعيشها بصورة متكررة. تحت عنوان "ظهور الجن الازرق في العباسية" كتب صديقي المهندس مقالا قال فيه :" في أوائل السبعينيات من القرن الماضي انتشر بيننا نحن أعضاء هيئة التدريس والمعيدين في كلية الهندسة جامعة عين شمس حديث عن جلسات مع الجن يخبرهم فيها عن الماضي والحاضر والمستقبل وما خفي عنهم من أمور دنياهم.. ولم يكن واحدا أو اثنين بل أكثر من عشرة في مجتمع من النخبة العلمية لا يزيد عددهم عن الثلاثين يؤكد أنه رأي الجن وتحدث معه في حضرة شيخ جليل يملك سر جلبهم من عالمهم الخفي إلي عالمنا الظاهري.. وكان صديقي الدكتور درويش متعثرا في بحثه فاقترحت عليه أن يسأل الجن عن الحل.. وكان صديقي الدكتور علاء يبحث عن بنت الحلال ليكمل نصف دينه واقترحت عليه أن يستعين بالجن ففعل وتزوج بنت الجيران التي كانت تقابله بالصدفة أمام باب شقته ". واضاف صديقي العزيز "القصص كثيرة ومتواترة ولا أعرف لماذا لا يصدق بعض الناس وأنا منهم حدوثها وقد شهد بها مجموعة من العلماء.. فقد كنت أستمع إلي هذه الحكاوي في معمل الفيزياء ولا أشك مطلقا أنهم قد استبدلوا أعضاء هيئة التدريس في قسم العلوم الرياضية والفيزيائية بمرضي مستشفي العباسية .. وطلبت من أصدقائي أن أحضر معهم تلك الجلسات فكان الرد غريبا: "يجب أن نستأذن الشيخ أولا".. وانتظرت إذن الشيخ الذي تأخر بعض الوقت وكان جوابهم في كل مرة أسأل فيها: "الشيخ يستأذن الجن".. فأسأل هل الجن يعرفني؟ فيردون : "لا" ولكن الشيخ سأل عن تفاصيل ما يدور من حواراتي مع أصدقائي.. وأخيرا جاء الرد بحكم قاطع : أنني لن أري الجن ولن أتحدث معهم.. ولا داعي للمثول في حضرتهم!.. واستمرهذا الحديث إلي أن استقلت من الجامعة لأعمل مبرمجا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ولم أعد مهتما باصطدام النيوترون بنواة اليورانيوم.. وما إذا كان الإلكترون جسمًا ماديًا أم موجة أم مستوي من الطاقة.. فقد يكون من الجن.. وكنت أتابع بشغف البرنامج التليفزيوني للدكتور مصطفي محمود "العلم والإيمان" وأتساءل هل يجوز أن يندمج النطاقان "العلم والإيمان" في نطاق واحد؟ فهناك حقيقة علمية وحقيقة إيمانية.. ومناهج البحث عن الحقيقة العلمية تختلف عن مناهج البحث عن الحقيقة الإيمانية.. والجامعات ومراكز البحوث تهتم بالحقيقة العلمية ولا تتدخل في الحقيقة الإيمانية .. وحتي جامعة الأزهر دورها التحقيق والبرهان وفق المنهج العلمي ولا تتعداه إلي منطقة الغيب والعالم الخفي.. فالعلم لا يعرف "حدثنا" حتي وإن كان المُحَدّث صادقا.. فصدق المحدث معيار ذاتي .. والعلم لا يقوم إلا علي الموضوعية وإنكار الذات". لقد استمتعت بقراءة ما كتبه صديقي المهندس عزت هلال الذي يكبرني بما يقرب من 15 عاما فقد كنت "ثالث ثلاثة" بيننا جلسات اسبوعية منتظمة نتبادل فيها الاراء والافكار باعدت بينها الاحداث والايام حتي اضمحلت.. وفي رأيي انه لا فرق بين الحقيقة العلمية والايمانية.. لان الايمان هو بداية الطريق الي العلم و المعرفة وسابق لهما.. وعدم رؤية الغيب لا يعني نكرانه او عدم تصديقه.. ولن ينجح اي عالم في الوصول الي نتائج معملية او اكتشافات الا اذا كان مؤمنا بوجودها في نهاية الطريق.. ولكن هناك فرق بين الايمان بالغيب والعالم الخفي وتصديق الخرافات التي لا دليل علمي أو معرفي علي وجودها.