فى فضيحة جديدة تهدد بالإطاحة بمارك زوكربيرج الرئيس التنفيذى ل «فيسبوك»، انقلب موظفو الموقع الأول للتواصل الاجتماعى على مؤسسه، واتهموه بالتجسس على مكالمات مستخدميه ورسائلهم الهاتفية، وبيع بياناتهم لعدد من الشركات والتطبيقات الشهيرة. ويأتى الكشف فى سياق مجموعة من المستندات التى سربها داميان كولينز، النائب بمجلس العموم البريطاني، والذى يرأس تحقيقا حول مسئولية «فيسبوك»عن أزمات الترويج لأخبار كاذبة. وأشارت المستندات، التى تضم 250 صفحة، إلى تحذير موظفى «فيسبوك» من تفشى «أجواء سامة وعدائية» داخل الشركة، وأن التعديلات التى أجراها «فيسبوك» عام 2015 على الموقع كانت تهدف فى الأساس إلى تحصيل أموال من عدد من الجهات والشركات، مقابل الإطلاع «الكامل» على بيانات مستخدمى «فيسبوك». وكشفت المستندات عن أن «فيسبوك» طالبت الجهات المستفيدة من بيانات مستخدميها بإنفاق نحو 250 ألف دولار سنويا بإحداى المنصات الإعلانية التابعة ل«فيسبوك». وأن زوكربيرج طرح فكرة تغريم التطبيقات المستفيدة 10 سنتات مقابل بيانات كل مستخدم يتم الإطلاع عليها، وهو يعنى حصول الموقع على 3 ملايين دولار سنويا من هذه التطبيقات مقابل البيانات المسربة. وقد سارع زوكربيرج بالرد على الاتهامات الجديدة عبر منشور شاركه عبر صفحته الخاصة على «فيسبوك»، مؤكدا أن الهدف الرئيسى وراء التغييرات التى بدأت منذ عام 2014 على الموقع كانت تستهدف ما وصفه ب«التطبيقات المسيئة»، وأوضح أن هذه التغييرات كان يمكنها الحيلولة دون وقوع حادثة شركة «كامبريدج أنالاتيكا» للاستشارات السياسية، والتى نجحت فى الوصول بشكل غير مشروع لبيانات أكثر من 80 مليون مستخدم للموقع ،واستغلالها فى دعم الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب. ولكن تصريحات زوكربيرج لم تمنع مسئول رفيع ب«فيسبوك» من التعليق على تسريب مستندات والتأكيد أن فريق العمل بموقع التواصل يتطلع إلى تغيير وشيك فى الإدارة عبر الإطاحة بالرئيس التنفيذى ذاته. وتشير المستندات التى تضم نصوص رسائل إليكترونية بين إدارة «فيسبوك» وموظفيها إلى أن الموقع أعاد برمجة تطبيقاته الخاصة بالهواتف التى تعمل بتقنية «آندرويد» بهدف التنصت على مكالمات المستخدمين ،والاطلاع على رسائلهم النصية. كما تشير إلى اتخاذ «فيسبوك»، وبتوجيه مباشر من زوكربيرج، إجراءات للحيلولة دون دخول تطبيقات منافسة على صفحات المستخدمين ،والاطلاع على بياناتهم، فى محاولة للحفاظ على هيمنة «فيسبوك»، وهو ما تسبب فعليا فى انهيار بعض التطبيقات وخروجها من الأسواق. واستهدفت مناورات التضييق التى التزمت بها «فيسبوك» تطبيق جديد لمشاركة تسجيلات فيديو قصير ،خاصة أن ذلك التطبيق يتبع منافس شرس ل «فيسبوك» هو « تويتر».