يخطئ من يتصور أن أزمة الملاحة فى البحر الأسود بين روسياوأوكرانيا ودول غربية هى مسألة لا تؤثر علينا، فتطورات القوى الكبرى فى عالم قيد التشكل تؤثر على كل الأطراف، وأراقب تصرفات رئيس أوكرانيا بوروشينكو منذ صعوده إلى الحكم واستخدامه فى استفزاز روسيا والتحرش السياسى بها وإعطاء المجال للولايات المتحدة والغرب فى التضاغط مع موسكو، وبداية فإن صانع الشيكولاتة بوروشينكو معروف بأنه أحد عملاء المخابرات الأمريكية، وهو ينتمى إلى نفس طائفة المنظمات الأهلية التى تطلقها واشنطن لإسقاط النظم، وبالطبع لعب الدور المرسوم له بمنتهى النمكية مثل مناهضة استعادة روسيا لشبه جزيرة القرم، أو ما يقال عن مساندتها للقوى الانفصالية بالدونباس كما رعي ملف تقاعس أوكرانيا عن تنفيذ اتفاقات مينسك لحل الأزمة الأوكرانية وكذلك التهجم المستمر على القوى السياسية والميليشياتية المسيطرة على الدونباس، وصاحب هذا كله تصعيد للعقوبات الغربية على روسيا التى يصر مسئولو موسكو على أنها أضرت بالغرب أكثر مما أضرت روسيا، وفى إطار حملة غربية مروعة على روسيا تناثرت فيها اتهامات بالتجسس وهدم النظم الغربية الانتخابية، ومحاولة وصم موسكو بحرب جواسيس وتسميم عملاء، فضلا عن محاولة شيطنة روسيا ورسم صورة كريهة جدا لها أشبه بما جرى إبان الحرب الباردة، وأخيرا لجأ بوروشينكو إلى استفزاز جديد لروسيا بانتهاك سفنه الحربية للمياه الإقليمية الروسية فى بحر أزوف عند مضيق كيرتسن، فقامت موسكو باحتجاز السفن والتحقيق مع البحارة وهنا «هاصت» الولاياتالمتحدة ملوحة بفرض عقوبات جديدة على روسيا على حين أعلن بوروشينكو فرض حالة الطوارئ بما هدد كما يقول الروس بتصعيد تلقائى فى الدونباس، وسواء فى اتصال بوتين بمستشارة ألمانيا ميركل أو فى مباحثات وزير الخارجية الروسى لافروف مع نظيره الفرنسى لودريان، كانت موسكو ثابتة على مفهوم أن أوكرانيا خططت مسبقا لانتهاك القانون الدولى واستفزاز روسيا، كما طالبت موسكو الدول الغربية بإرسال إشارة قوية إلى أوكرانيا لتحذيرها من عواقب الاستفزاز وافتعال الأزمات، التى كانت أبرز مثال لها الهجوم على السفارة الروسية فى كييف احتجاجا على البحارة الأوكرانيين. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع