وسط إجراءات أمنية مشددة، انطلقت فى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس أمس قمة دول«مجموعة العشرين»لكبرى الاقتصادات المتقدمة والناشئة فى العالم التى تنتهى أعمالها اليوم - السبت ببيان ختامى، وتركز أجندة هذا العام على موضوعات عدة أبرزها، الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين والتوترات بين روسيا وأوكرانيا وتداعيات مقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى فى قنصلية بلاده فى مدينة اسطنبول التركية الشهر الماضي. وعلى هامش القمة، أجرى الرئيسان الأمريكى دونالد ترامب والصينى شى جين بينج لقاء، وذلك عقب إشارات صدرت مؤخرا باتجاه عملاقى التجارة العالمية إلى تهدئة التوترات التجارية بينهما. وعلى الرغم من اللقاء فلا تزال هناك مخاوف من أن ترامب وشى ربما لن يتمكنا من إحراز تقدم كبير فى هذا الاتجاه فى المستقبل القريب. ويأتى هذا اللقاء بين الجانبين فى عقب تصريح ترامب قبيل مغادرته واشنطن متجها إلى بيونس آيريس بأنه «قريب للغاية»من التوصل إلى اتفاق مع الصين، لكنه أضاف:«لا أعرف إن كنت أريد ذلك لأن ما يحدث الآن هو أن مليارات ومليارات من الدولارات تتدفق على خزانة الولاياتالمتحدة فى صورة رسوم أو ضرائب». وتابع :» إن الصين»تريد التوصل إلى اتفاق»ومنفتحة على مثل هذا الاتفاق، لكنه أضاف أنه يحبذ «الاتفاق الموجود الآن». وعلى صعيد متصل، أكدت أوتاوا توقيع الاتفاقية التجارية الجديدة بين كنداوالولاياتالمتحدة والمكسيك فى بوينس آيرس أمس. وأضافت أنه يتعين موافقة برلمانات الدول الثلاث على الاتفاقية بعد توقيعها. ويأتى التوصل إلى هذه الاتفاقية الجديدة كبديل لاتفاقية التجارة الحرة لدول أمريكا الشمالية «نافتا» التى أصر ترامب ليس فقط على تعديلها وإنما استبدالها باتفاقية جديدة، كما دخل فى حرب كلامية مع رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو فى أعقاب قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى فى كندا فى يونيو الماضى، حيث وصفه بأنه «غير أمين» وسحب دعمه للبيان المشترك لمجموعة الدول السبع، بعد أن تعهد رئيس الوزراء الكندى بالرد على قرار ترامب فرض رسوم إضافية على واردات بلاده من الصلب والألومنيوم. ويأتى انعقاد هذه القمة بعد أن عكف ممثلو دول العشرين التى تمثل معا أكثر من 80% من حجم الإنتاج العالمى على مدار الأسبوع الماضى على إعداد بيان ختامى لها من المقرر أن يصدر اليوم - السبت فى نهاية أعمالها، وعلى أمل أن يوافق على صياغته جميع زعماء المجموعة. ويعد الحديث عن «تجارة عالمية حرة ونزيهة» من بين النقاط التى قد تثير جدلا فى سياق البيان الختامى. وفى أول أيام انعقادها، أعرب الرئيس الأمريكى عن آماله فى أن تكون سلسلة اللقاءات المختلفة التى يجريها على هامش أعمال هذه القمة مثمرة، على حد قوله. وغرد على صفحته الخاصة على «تويتر» قائلا :»وصلت إلى الأرجنتين لمدة يومين، حيث تم وضع جدول أعمال واسع، وتم جدولة الاجتماعات الهامة. تم تمثيل بلدنا بشكل استثنائى، وسيكون هذا مثمر جدا». وفى غضون ذلك، أعلن مجلس الوزراء الألمانى أمس إلغاء لقاءين للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كانا مقرر إجراؤهما أمس على هامش أعمال القمة مع الرئيسين الأمريكى والصينى بعد تأخر وصولها نتيجة تعطل طائرتها.