تواصلت فصول الأزمة بين روسيا من جهة وأوكرانيا وحلفائها الغربيين من الجهة الأخرى لليوم الثالث على التوالي، حيث حذر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمس كييف من القيام بأعمال «متهوّرة» بعد قرارها بفرض الأحكام العرفية رداً على احتجاز حرس الحدود الروس ثلاث سفن أوكرانية. وأجرى بوتين مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعبّر لها عن قلق موسكو «البالغ» بسبب فرض الأحكام العرفية فى أوكرانيا، مطالبا إياها بالتدخل لمنع التصعيد مع حليفة الغرب. وندد الرئيس الروسى ب«الأعمال الاستفزازية من جانب أوكرانيا والانتهاك الصارخ لأحكام القانون الدولى من جانب سفنها البحرية»، معربا عن الأمل فى أن «تتمكن برلين من التأثير على السلطات الأوكرانية وإقناعها بعدم القيام بمزيد من الأعمال المتهورة»، وفقا لبيان الكرملين.وصوت البرلمان الأوكرانى فى وقت متأخر مساء أمس الأول لمصلحة فرض قانون الطوارئ فى المناطق الأوكرانية الحدودية، بعد احتجاز السفن الثلاث قبالة شبه جزيرة القرم مع طواقمها البالغ عدد أفرادها حوالى عشرين بحارا. وفى خطاب تليفزيونى موجّه إلى الأمّة، برر الرئيس الأوكرانى بيترو بوروشينكو هذا الإجراء الذى لم يسبق له مثيل منذ استقلال الجمهوريّة السوفيتيّة السابقة عام 1991، بوجود «تهديد مرتفع للغاية» بإمكان حدوث هجوم برّى روسي، إلا أنه لم يستبعد إمكانية التراجع عن تطبيق الأحكام العرفية فى حالة تطبيع الوضع فى منطقة مضيق كيرتش. ويدخل قانون الطوارئ حيّز التنفيذ صباح اليوم الأربعاء فى حوالى عشر مناطق حدودية خصوصاً مع روسيا وبيلاروسيا ومن جانب بحر آزوف. وسيُتيح على مدى شهر للسلطات الأوكرانية أن تقوم بتعبئة مواطنيها وتنظيم وسائل الإعلام والحد من التجمعات العامة. وفى الوقت نفسه، قال ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن بوتين سيعلن موقفه من حادث مضيق كيرتش فى القريب العاجل.وصرح بيسكوف، ردا على سؤال الصحفيين حول عدم إعراب بوتين عن موقفه حتى الآن: «الرئيس سيفعل ذلك، عندما يرى ضرورة الأمر».وأشار إلى أنه من الخطأ التقليل من خطر الحادثة الاستفزازية الأوكرانية، مؤكدا تقدير الرئيس الروسى لخطورة المسألة. وأضاف بيسكوف: «إنكم تعلمون أنه كان يحصل على معلومات شاملة حول الأعمال الاستفزازية منذ بدايتها، من حرس الحدود والجهات المعنية، وعندما يحين الوقت، سيقدم الرئيس جميع التوضيحات اللازمة. كما أنه على الأرجح سيتواصل مع وسائل الإعلام فى الأرجنتين خلال حضوره قمة العشرين. لذلك أظن أن الرئيس سيعرب عن موقفه خلال الأيام المقبلة». وقال إن الأحكام العرفية شأن داخلي، لكنها «تحمل طابعا خاصا ومفضوحا».وتابع بيسكوف: «كما أن من المحتمل أن فرض الأحكام العرفية يمثل تهديدا بتصعيد النزاع فى بعض المناطق. والمقصود هنا جنوب الشرق». وفى رده على سؤال حول مصير البحارة الأوكرانيين المحتجزين فى كيرتش، أشار بيسكوف إلى أنه يتوقف على «موقف القضاء الروسى وليس موقف الكرملين».