فاطمة ..أم لطفل تعرض فجأة لشحوب واصفرار مفاجئين استلزما نقله إلى المستشفى على الفور، وبعد عمل الفحوصات اللازمة اتضح أنه مصاب بأنيميا الفول، فأرادت أن تشارك بتجربتها باقى الأمهات حتى تتم التوعية لهن.. د.أمال البشلاوى أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بكلية طب قصر العيني. د. أمال البشلاوى وأول أمرأة تحصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الطبية والصحة تعلق على هذه التجربة موضحة أنه يجب التعامل مع الأنيميا عند الأطفال بشكل جاد وما يتبعها من قلة التحصيل الدراسى والنشاط والذكاء.. فهناك أنواع كثيرة من الأنيميا قد لا تعلمها الأم ولكنها تؤثر بشكل كبير على صحة الطفل وقد تهدد حياته، وعلى كل أم أن تنتبه إلى وجه طفلها إذا تغير إلى الشحوب أوالإصفرار، وظهر عليه قلة النشاط والخمول وضعف المناعة والتركيز والفهم وذلك بالعرض وبالمتابعة مع طبيب متخصص لأخذ العلاج المناسب الذى يساعد فى تحسن صحة الطفل. وتضيف: تعتبر أنيميا «الفول» من أنواع الأنيميا الوراثية بالإضافة إلى أنواع أخرى مكتسبة ونسبة الإصابة فى مصر تصل إلى 6%، ويظهر المرض على الطفل حين يتناول الأغذية التى تصيب «الهيموجلوبين» وعلى رأسها الفول، والأطعمة ذات الفلقتين مثل البقوليات من اللوبيا أو الفاصوليا. أما الأعراض فهى مفاجئة كالشحوب بالوجه وضعف عام مصحوب باصفرار شديد فى العين، والعلاج هنا لابد أن يكون سريعا من خلال التوجه الفورى إلى أقرب مستشفي، وقد نلجأ إلى نقل كرات الدم الحمراء عاجلا، ويمكن تجنب هذا المرض بعمل التحاليل الطبية خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلى بتكسير الدم والإصابة بهذا المرض. أما النوع الثانى الوراثى هو أنيميا البحر الأبيض المتوسط وتبلغ نسبة الإصابة به فى مصر 9%، ويحدث نتيجة زواج اثنين يحمل أحدهما المرض وعادة لا يبدو عليه أى أعراض قبل الزواج، ولكن بعد الزواج تكون النتيجة احتمال إنجاب أطفال يحملون نفس المرض بنسبة25%، ولا يعتبر زواج الأقارب السبب الوحيد للإصابة، أما أهم الأعراض فهى شحوب تدريجى فى وجه الطفل، وزيادة فى حجم البطن نتيجة تضخم الكبد والطحال، وفقدان الشهية وتأخر فى النمو والتعرض المستمر للالتهابات والنزلات الرئوية والمعوية، وتبدأ الأعراض فى الظهور منذ الولادة أو فى عمر 6 أشهر، أما طريقة العلاج فهى نقل الدم المستمر كل ثلاثة أو أربعة أسابيع مع تناول الدواء المناسب عن طريق الفم بصفة دورية يوميا مما يساعد الطفل على التخلص من الحديد الزائد وتحسن حالته، ويستطيع أن يحيا حياة طبيعية. وفيما يخص الأنيميا المكتسبة، تقول د.آمال إنها تحدث نتيجة التلوث البيئى بسبب استخدام المبيدات الحشرية ومعطرات الجو الصناعية بشكل عام، والأطفال هم أكثر عرضة للإصابة نتيجة تأثير المادة الكيمائية الموجودة فى المبيدات على النخاع العصبى للطفل الذى تتكون أعضاؤه فى مرحلة النمو، وينتج عن ذلك نقص «الهيموجلوبين» فى دم الطفل والإصابة بنقص كرات الدم البيضاء والصفائح الدموية، وهناك أيضا أنيميا سوء التغذية وقد تصيب الرضيع حيث تعتمد بعض الأمهات فى تغذية طفلها على اللبن فقط سواء لبن الأم الطبيعى أواللبن الصناعى حتى سن سنتين الذى يفتقد مادة الحديد المهمة المكونة للهيموجلوبين، والنتيجة إصابة الطفل بالأنيميا ونقص الحديد والعلاج عن طريق مراجعة الطبيب المتخصص الذى يصف كميات الحديد المناسبة للطفل، وأخيرا تنبه الطبيبة إلى أن هناك أنيميا تسببها بعض الأمراض مثل السرطان، والنزيف المتكرر، والفشل الكلوي.