وضع الرئيس عبد الفتاح السيسى يده على واحد من أهم مفاتيح قضية تجديد الخطاب الديني، عندما أشار خلال الاحتفال بالمولد النبوى أمس إلى تدريب وإعداد الدعاة بشكل يتلاءم مع متطلبات العصر، موضحا أن مشارف معرفة الانسان تؤثر على فكره، وأن العقلية الدينية مختلفة عن العقلية السياسية ومختلفة أيضا عن العقلية الاقتصادية، وأن رجل الدين الحقيقى الذى يجب أن يتصدى كمفكر لقضايا عصره يجب أن تكون عقليته جامعة كل المعارف فى جميع المجالات. إلى جانب التوجيه المهم الذى أصدره الرئيس بضم عدد من شباب الدعاة للأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب حتى يتم توسيع مداركهم بمختلف المعارف والعلوم. والحقيقة أن موضوع إعداد الدعاة يكتسب أهمية خاصة على ضوء الشبهات التى تحيط بسمعة الإسلام والمسلمين لدى قطاعات كبيرة من الرأى العام العالمى الآن، نتيجة تصرفات بعض الأفراد والجماعات التى ترتكب جرائم عديدة باسم الإسلام، بسبب القراءة الخاطئة لأصول الدين، وسلوكيات عديد من المسلمين البعيدة تماما عن صحيح الدين سواء فى الصدق أو الأمانة أو الإخلاص فى العمل أو احترام الآخرين. لقد رسخ الإسلام قيما كثيرة من بينها التسامح والعدل وحرمة الدماء والرحمة والحب والإتقان، فقد جعل الإسلام الإتقان فى العمل والمسئولية قيمة تربوية ومرتكزا نفسيا مؤثرا، على أساسه ينبنى الإنسان المسلم من بدايات حياته الأولى فاعلا ومؤثرا وناجحا، فيدع العجز والكسل، والقعود والخمول، وينطلق حيث الفاعلية المؤثرة فى شتى المجالات. لكننا بدلا من ذلك رأينا من يتبنى الأفكار المتطرفة ويخطئ الفهم ويسيء التفسير، لتظهر الجماعات والأعمال الإرهابية باسم الدين، والدين منها براء. لقد وضع الرئيس عبد الفتاح السيسى الجميع أمام مسئولياتهم، وطالب كل فرد بأن يقف بكل صدق أمام مسئولياته، وتأتى فى مقدمة تلك المسئوليات أمانة الكلمة، وبيان حقيقة الدين الإسلامى السمح، وتفنيد مزاعم من يريدون استغلاله بالباطل، بالحجة والبرهان. ولتكن ذكرى المولد النبوى الشريف بداية لصحوة إسلامية حقيقية، تنير الطريق نحو التمسك بالإسلام السمح وتصحيح المفاهيم الخاطئة. لمزيد من مقالات رأى