في الصين التي يزورها الرئيس مرسي اليوم الكثير الذي يبهر ولكن الذي لا يلفت النظر تجربتها الزراعية. فمع الثورة الشيوعية أنهي ماوتسي تونج الإقطاع الزراعي والملكية الفردية. وأعاد توزيع الأرض علي الفلاحين. ولتحسين حال الفلاح ورفع مستوي الإنتاج الزراعي تم تطبيق نظام تعاوني تتحول فيه القرية إلي وحدة تعاونية أو ما أسموه' كوميونا' يضم كل عائلات القرية يزرعون معا وتأخذ الدولة المحصول وتعطي كل فلاح' بحسب حاجته'. وعلي عكس المنتظر جاءت النتائج مخيبة جدا نتيجة المساواة بين فلاحي الكوميون ومن لا يعمل مثل من يعمل سيحصل علي إحتياجاته. وشهدت الصين إنخفاضا كبيرا في المحصول جعلها أكبر دولة مستوردة للحبوب. وجاء' دينج شياو بنج' مهندس الإنفتاح فألغي نظام' الكومويونات' واستبدله بنظام عرف بإسم' مقاولة الإنتاج' يتم فيه تم توزيع أراضي الكوميون علي عائلات القرية بعقود تأجير طويلة 15 سنة. وترك لكل أسرة تختار الطريقة المناسبة لها لإستغلال الأرض والمحصول الذي تزرعه. ويتم إقتسام المحصول بين أربعة: ضريبة الأرض السنوية وهي ثابتة, وصندوق القرية مقابل الإيجار, والجزء الثالث تشتريه الدولة بسعر مجز, أما الجزء الرابع فتتصرف فيه الأسرة كما تشاء. وقد حقق هذا النظام نتائج باهرة أهمها محافظة العائلة علي الأرض حتي لو إضطر بعض أفرادها لهجر الزراعة والإتجاه إلي المدينة.. فيذهب من يريد إلي المدينة ويتحول من يريد إلي الصناعة ولكن تبقي مسؤلية من بقي من الأسرة لمتابعة زراعة الأرض. ولم يفرض' دينج' التجربة علي الفلاحين تاركا لمن يريد الإختيار, إلا أنه في خلال خمس سنوات كانوا يهجرون نظام الكوميونات أو التعاوني إلي النظام' الفردي' الجديد الذي حقق زيادة كبيرة في الإنتاج وثراء الفلاحين, وإلي سرعة تنمية الريف ووصوله لأول مرة إلي 6.7 في المئة سنويا مما جعل الصين أكبر مصدر للحبوب في العالم, بعد أن كانت أكبر مستورد لها.! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر