تعزيز العلاقات بين مصر والصين مسألة بالغة الأهمية. وتقتضي بذل الجهود المدروسة والموضوعية لفتح مجالات أرحب للتعاون في شتي المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والتكنولوجية بين القاهرةوبكين, بما يحقق المصلحة العليا للشعبين.. ويتعين الالتفات الي ان الصين تتنامي قوة تأثيراتها في محيطها الإقليمي بالقارة الآسيوية, وانها صارت تتبوأ مكان الصدارة فيه. وفي ذات الوقت يمتد تأثيرها السياسي والاقتصادي الي بقاع شتي في العالم, وذلك استنادا إلي عوامل أخري منها قوة الاقتصاد الصيني. وثمة دراسات أوروبية وأمريكية جادة تشير الي ان رحلة صعود الصين تمضي بدأب الي القمة وترجح أن الاقتصاد الصيني قد يتفوق علي الاقتصاد الأمريكي, وتصبح بكين القوة الاقتصادية الأولي في العالم بحلول2040 وإذا ما تحقق هذا, فإنه ينطوي بالضرورة علي تغيير معايير دولية عديدة, ومعادلات توازن القوي الدولية.. وأيا ما يكن الأمر, فإن أحدا لا يمكنه تجاهل صعود الصين, منذ تولي قيادتها الزعيم دينج شياو بنج عام1978, وذلك عقب موت زعيمها التاريخي ماوتسي تونج. وما إن تولي شياو بنج السلطة حتي انتهج سياسة اقتصادية جديدة مكنته من تحقيق أعلي معدل نمو في العالم وظل الأمر كذلك حتي تقاعد ومات, وتولي القيادة من بعده جيل أكثر شبابا وانفتاحا علي العالم. ومن ثم, تواصل الصين بامتياز واقتدار, مسيرة التقدم وغدت قوة اقليمية ودولية يتنامي تأثيرها السياسي والاقتصادي, علي نحو مثير للانتباه, وتدرك الصين أهمية مصر ودورها في محيطها الاقليمي والعربي والشرق اوسطي, وكذا موقعها الاستراتيجي المتميز, وتعي بالقطع ان مصر بعد ثورة25 يناير2011 سوف تنهض وتتقدم وتتبلور لدورها ابعاد جديدة, ولذلك فإن بكين تحرص علي تعزيز العلاقات مع القاهرة بنفس القدر الذي تحرص فيه القاهرة علي تعزيز علاقاتها مع الصين. وفي ضوء ما سلف, تكتسب زيارة الرئيس محمد مرسي للصين اهميتها, فهي زيارة تؤسس لخطط ومشاريع للمستقبل.