بدأ مجلس النواب مناقشة معاشات رجال الشرطة وهناك شبه إجماع على أن المعاشات الحالية التى يتقاضاها ضابط الشرطة لا تتناسب إطلاقا مع دوره فى حماية الأمن والجهد الذى بذله طوال مشوار حياته وأن اعباء الحياة وارتفاع الاسعار يتطلبان إعادة النظر فى المعاشات الحالية .. وللأمانة منذ فترة وصلتني رسائل من ضباط شرطة كبار على المعاش فى رتبة لواء كانت احدى الرسائل تؤكد أن معاش اللواء 1900 جنيه وهناك ما يؤكد أن الأرقام تدور حول هذا المبلغ ما بين 1900 جنيه و2000 جنيه أو اكثر قليلا وهذا المبلغ لا يغطى تكاليف معيشة اسرة طعاما وادوية واعباء اخرى، خاصة إذا كان هناك أحفاد فى المدارس.. إن مجلس النواب يناقش القضية بجدية وكان ينبغى أن يحدث ذلك من سنوات لهذا يجب أن يراعى فى المعاشات الجديدة أن تكون بأثر رجعى وتراعى فيها حقوق رجال الشرطة الذين احيلوا للمعاش منذ سنوات من أصحاب الرتب الكبيرة أو الصغيرة أيضا وألا يقتصر الأمر على المحالين إلى المعاش الآن أو فى المستقبل، إن الأهم فى القضية هو هؤلاء الكبار الذين يحصلون على هذه المعاشات الهزيلة وهم يعانون ظروفا صحية وحياتية صعبة .. هناك جانب آخر فى هذه القضية وهو المعاشات الخاصة بشهداء رجال الشرطة فى العمليات الإرهابية فى السنوات الماضية بحيث ننظر إليها كحالات خاصة حسب معاشات ضحايا الإرهاب.. لقد عدلت الدولة قوانين المعاشات لفئات كثيرة من العاملين فى الدولة وقد تأخرت كثيرا معاشات رجال الشرطة وهم بحكم العمل والمسئولية أحق الناس بأن تعدل معاشاتهم.. لقد حاربوا الإرهاب بكل التجرد والوطنية ولم يبخلوا على الوطن بالعطاء والدماء والأمانة ولا يعقل أن ينتهى بهم المطاف إلى معاشات لا تكفى لتوفير أى غرض من أغراض الحياة.. إن مجلس النواب متحمس جدا لتعديل معاشات رجال الشرطة ونرجو أن تدور الزيادة فى نطاق الفئات الأخرى التى تعدلت معاشاتها أمام ظروف الحياة والتضحيات التى يقدمها رجل الشرطة فى أداء مسئوليات عمله.. الأرقام الحالية لمعاشات الشرطة فى حاجة إلى تعديلات تتناسب مع أعباء الحياة وارتفاع الأسعار وطبيعة وظروف مسئوليتهم المهنية. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة