رشا إسماعيل، شادية عبد الهادي، صفاء سعيد، ودينا «البدوى» 4 نماذج مضيئة ساعدتهن الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار على التحرر من الأمية وبدء حياة جديدة.. تقول رشا إسماعيل من محافظة القليوبية: كان والدى يرفض تعليم البنت نزولا على العادات والتقاليد، و من خلال الجيران تعرفت على محو الأمية وبدأت أحضر فصولها ونجحت فى محو الأمية حتى وصلت إعدادى منازل، وبعد النجاح فى الثانوية العامة نقصونى 8 درجات بسبب زيادة سنى عن سن زملائى فدخلت كلية الحقوق جامعة القاهرة وأنا حاليا محامية, وقد عملت مدرسة حساب ولغة انجليزية إلا أننى لم أستمر بسبب عدم وجود مؤهل تربوي. أما شادية عبد الهادى من الفيوم فكانت تعمل بالخياطة، وفكرت فى أن تتعلم حتى يساعدها التعليم على التقدم فى عملها وعندما التحقت بمحو الأمية كانت فى ال 17 من عمرها لم توفق أول سنه لكنها وفقت فى المرة الثانية ودخلت ثانوية عامة علمى علوم وفى نفس الوقت قدمت فى مسابقة للتعيين فى خدمات معاونة بكلية الزراعة ودخلت الصف الثالث الثانوى وتقول: كان أهلى يقولون «سترة البنت فى جوازها» وكنت أعتقد أن سترة البنت فى تعليمها.. وبعد الثانوية العامة التحقت بكلية الاقتصاد المنزلى وكنت أسكن فى المدينة الجامعية وقمت بتعديل حالتى الوظيفية الى الدرجة الثالثة. كما أعمل محررة فى جريدة الطبعة الأولى ومسئولة مركز معلومات فى شغلى بالزراعة, بالإضافة الى عملى فى 16 موقعا إخباريا، وحاليا أسدد حق المجتمع بإعطاء دروس مجانية فى محو الأمية وفى التفصيل على نفقتى الشخصية، بالاضافة الى تسجيلى فى الدرسات العليا جامعة حلوان فى الخياطة والتغذية العلاجية, وأعمل أيضا كمسئولة إدخال بيانات لكارت الفلاح الذكى فى وزارة الإنتاج الحربى وأدير مكتب المصرى اليوم فى الفيوم. أما صفاء سعيد من الفيوم فتقول إن والدها لم يلحقها بالتعليم المدرسي، وعندما وصلت سن الثانية عشرة من عمرها ألحت على والدها ليلحقها بفصول محو الأمية وحصلت على شهادة محو الأمية ثم التحقت بالتعليم الإعدادى ثم الثانوى, ودخلت كلية التربية قسم لغة عربية وتضيف: أمنيتى أن أعمل فى مجال التدريس الذى أحبه غير أننى قدمت فى أكثر من مسابقة للعمل ولم أوفق بعد. وأخيرا دينا البدوى 32 سنه بدأت رحلتها مع محو الأمية عام 99 تقول: كان أهلى يعتقدون أنه لا حاجة لتعليم البنت، فالبنت للزواج.. وحاولت إقناع والدى بإلحاقى بمدارس الفصل الواحد فرفض فاستعنت بأحد أصدقائه الذى أقنعه.. ولم تكن الظروف المادية تسمح بالدروس الخصوصية فأتممت تعليمى الإعدادى بمعجزة.. ودخلت ثانوى تجارى والتحقت بأحد النوادى حيث تدربت على الكاراتيه حتى صرت مدربة على مستوى المحافظة وفى عام 2005 حصلت على المركز الأول بمحافظة الفيوم فى كتابة القصة القصيرة، وكنت أمينة اتحاد المدرسة ثم نجحت فى الثانوية العامة بمجموع 93% ودخلت كلية التجارة مما أثار إعجاب والدي، وكنت أصمم ديكورات وملابس فى المسرح الجامعى وحصلت على وظيفة وأنا فى السنة الثالثة من الجامعة، وكنت أعمل فى نادى المرأة مع هيئة قصور الثقافة، وعندما تخرجت عدلت درجتى الى الدرجة الثالثة وعملت مخرجة مسرح عام 2011 فكونت فرقة هاميس للفنون المسرحية, وفرقة مسرح للمكفوفين حصلت من خلالها على جائزة أول إخراج عام 2017 فى مسابقة الحلم المصري. وكونت فرقة مبدعى صفط اللبن للأطفال, وفرقة (بدون تعليق) للمعاقين حركيا ومبادرة نجوم على طريق الإبداع لاكتشاف المواهب من سن 5 سنوات الى 20 سنة. وشاركت فى ملتقى الفنون بعرض «رسالة حب الى أمى» شاركت فى افتتاح معرض القاهرة الدولى للكتاب فى أوائل العام الحالى وشاركت ب «رسالة سلام» الذى أخذ جائزة أفضل عرض مسرحى فى المسرح المكشوف, وأخيرا قدمت عرض «الثانوية العامة» حصلنا بها على 8 ميداليات فى مسابقة الحلم المصرى للشباب والرياضة 2017. ويقول د. عاشور أحمد عمرى رئيس الجهاز التنفيذى للهيئة العامة لتعليم الكبار إن الهيئة تقوم بدور فعال فى القضاء على أمية الإناث، لأن نسب الأمية بين الإناث ضعف نسب الأمية بين الذكور، وبالأخص فى المناطق الأكثر احتياجا والمناطق الريفية, وفى السنوات الخمس الماضية قمنا بمحو أمية مليون وثلاثمائة وخمسين ألف سيدة، وأضاف نحن نهتم بدمج محو الأمية مع تعليم حرف صغيرة وصناعات يدوية, مما يعود بالنفع على المتحررات من الأمية حيث يخلق حراكا اجتماعيا صاعدا ويساهم فى القضاء على الفقر والبطالة. وأشار د. عاشور الى وجود مناهج فى محو الأمية خاصة بالإناث مثل المنهج السكاني، ومن خلاله تتعلم المتحررة كيف ترعى أبناءها وكيف تعتنى بالنظافة الشخصية، وهناك منهج تمكين المرأة ويركز على حل مشكلات المرأة ومشاركتها السياسية والمجتمعية. وتستهدف الهيئة وفقا لخطة التنمية المستدامة القضاء على الأمية فى 2030 بحيث يتم تحرير مليونين من الأمية سنويا. وعن دور الهيئة ودور الجهات الشريكة يقول: أن محو الأمية واجب وطنى تشترك فيه كل قطاعات الدولة الحكومى منها والخاص والمجتمع المدني.. والهيئة دورها إشرافى وتنسيقى بين هذه الجهات لأن الهيئة لا تمتلك مبانى تعليمية ولا موارد بشرية قادرة على محو أمية 18 مليون مواطن والأمية, مشكلة مجتمعية وقضية قومية يجب أن يشترك فى علاجها الجميع القطاع الخاص ورجال الأعمال والأحزاب السياسية والنقابات العمالية، فنحن ندعو وسائل الإعلام الى تبنى الدعوة لقانون لتفعيل دور الجمعيات الأهلية ومراكز الشباب والرياضة، فلو قام كل من هؤلاء بمحو أمية 200 شخص فقط سنويا لتغيرت الأوضاع تماما. ثانى معوق هو عزوف الدارسين عن الالتحاق بمحو الأمية لعدم وجود قانون ملزم، وضعف الحوافز المقدمة للدارسين والمتحررين من الأمية وصعوبة إقناع شخص بإعطاء جزء من وقت عمله لمحو أميته مع عدم وجود عائد لذلك. كذلك من عوائق محو الأمية عدم وجود قواعد بيانات خاصة بالأميين, حيث لا يمكن الوصول لبيانات 18 مليون أمي، بل نضطر للبحث العشوائى فى الشوارع عنهم ثم محاولة إقناعهم. وكذلك وجود أعداد كبيرة من المتسربين من التعليم فى المناطق النائية او الفقيرة كى يساعدوا أسرهم على تحمل نفقات المعيشة فلابد من نشر الوعى بقيمة وأهمية التعليم ودوره فى تحسين مستقبل الفرد.