* السيسي: التكنولوجيا أصبحت واقعا ملموسا ولا يمكن لأى أحد منعها أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى أن تشكيل لجنة قومية لمناقشة ووضع إستراتيجية لتعظيم الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي، سيكون إحدى توصيات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم. وحذر خلال مداخلته أمس بجلسة بعنوان «مواقع التواصل الاجتماعى تنقذ أم تستعبد مستخدميها» ضمن فعاليات ثالث أيام المنتدى من استخدام شبكات التواصل الاجتماعى فى إحداث تطورات جديدة وخطيرة خلال الفترة المقبلة على أسرة المجتمع الدولي، ما يهدد سلامة تلك المجتمعات خاصة فى الدول الأقل تقدما، وحذر من أن المجتمع الدولى سيكتشف وقتها أيضا أنه لم يكن مستعدا لتلك التطورات. وأكد الرئيس أن التطور الإنساني، لا يستطيع أحد إيقافه، وأن المجتمعات المختلفة تستطيع هضم كل تلك التطورات الإنسانية والتعايش معها على مر العصور، مشيرا إلى انه من الجيل الذى عاش فى فترة ما قبل وجود التليفزيون، وعندما تم اختراع التليفزيون ظهرت مخاوف كبيرة وقتها وكانت تتردد أقاويل بأن التواصل بين البشر أصبح مهددا، تماما مثلما يحدث الآن من المخاوف التى تشغل المجتمع من التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي. وطالب بتعظيم الاستفادة من الايجابيات التى تتميز بها شبكات التواصل الاجتماعي، وبذل كل الجهد لمواجهة السلبيات والأخطار التى يمكن استخدامها كوسيلة لتنفيذها، مؤكدا أن تلك الوسائل أصبحت واقعا ملموسا لا يمكن لأى أحد منعها، مؤكدا أن أى محاولات لمنعها ستفشل. وأنه تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعى للوصول إلى الشباب المشارك فى المنتدى من جميع أنحاء العالم، مؤكدا أنه لا توجد وسيلة أخرى يمكن ان تنجح فى الوصول لهذا العدد الكبير. وطالب الرئيس بالعمل على إعداد وتجهيز المجتمع للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، حتى تتحول تلك المنصات إلى آليات للتعليم والصحة، بدلا من نشر الشائعات والهدم، وطالب أيضا بتوعية الأسرة وألا يطلب الأهل شيئا من أبنائهم وهم يفعلون عكسه. وقال فى مداخلته إن الدول المتقدمة تستطيع أن تتعايش مع وسائل التواصل الاجتماعى بشكل أكثر جودة من مجتمعاتنا وتستطيع التقليل من مخاطره، وأوضح أنه قام بشرح دور وسائل التواصل الاجتماعى فى محاضرة عام 2010 حذر فيها من استخدامها فى صناعة انطباع غير حقيقى لتوجيه الشعب فى اتجاه لم نستوعبه إلا بعد 7 سنوات. وقال الرئيس انه كلما وجدت وسائل جديدة للتأثير فى الصراعات يتم استخدامها من الأطراف الأخري، وحذر الرئيس العالم من سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعى حتى لا نفيق على واقع جديد، وقال انه لابد من إعادة صياغة الشخصية الإنسانية للتعامل مع الواقع والحياة بشكل أكثر تطورا. جانب من احدى ورش عمل الشباب وناقشت الجلسة أهمية دور مواقع التواصل الاجتماعى فى الحياة الإنسانية، وأيضا الأضرار التى أصابت المجتمعات نتيجة للاستخدام الخاطئ لها، ودارت الحلقة النقاشية حول سؤال رئيسى هو «هل وسائل التواصل.. تحولت للتواصل أم للتباعد؟» من جانبه قال دانتى ليكوتا مدير الإعلام الاجتماعى بالصليب الأحمر الدولى بجنيف إن منظمات الإغاثة الإنسانية تستخدم تلك الوسائل للتواصل مع من يريدون خدماتها، ونتواصل بشكل ايجابى مع اللاجئين فى منطقتى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال جمع التبرعات عن طريق وسائل الإعلام واستطعنا الوصول إلى 17 مليون متبرع حول العالم. ومن ناحيتها قالت خولة الهاوى رائدة أعمال إماراتية، ومتخصصة فى مواقع التواصل الاجتماعى إن وسائل التواصل تستخدم حاليا من كل الأعمال والاتجاهات، وبالنسبة إلى موضوع ريادة الأعمال قالت إن تلك الوسائل قد تعد منصة فعالة لنشر أفكار الشباب بدون تخوف أو خسارة، وكذلك يمكن استخدامها فى الترويج للعلامات التجارية وإعطاء الفرصة للمستهلك والمنتج أن يكونوا على تواصل مستمر وأيضا التسويق الرقمى تكلفته أقل ،الأمر الذى يساعد الشباب الذين يسعون إلى عمل مشروعات فى مجال ريادة الأعمال، وأيضا قياس طبيعة السوق ودراسة سلوك المستخدمين حتى نتمكن من التوصل إلى إستراتيجية مميزة للتسويق الأفضل، والإبداع فى مجالات الخدمات والسلع المقدمة للمستهلكين. وأضافت فلافيانا ماتاتا المدير التنفيذى لمؤسسة لتمكين الفتيات من خلال التعليم فى تنزانيا أن وسائل التواصل ليست سيئة على إطلاقها، ولكن لها ايجابياتها وسلبياتها، وأوضحت أن تلك الوسائل تساعدها فى التوصل إلى قرارات مهمة فى مجال عملها حيث إنها تعمل فى مجال تصميم الأزياء، وأنها توصل صوتها إلى الآخرين فى مجال عملها وعملائها عبر موقعى الفيسبوك وانستجرام، وقالت إنها تستخدم تلك الوسائل بصورة ايجابية فى التوسع فى عملها، وانه ينبغى أن نعتمد على أنفسنا لأننا عندما نتعامل مع وسائل الإعلام فإننا نصبح جزءا منها. وبدوها أكدت بيلى برانيل المؤسس والرئيس التنفيذى لمؤسسة سكلز كامب أن وسائل التواصل لها تأثير درامى مؤثر جدا على الصحة النفسية للإنسان، وعندما ننهر أطفالنا نراهم يطلبون منا أن نسمح لهم بالمزيد من الوقت، وبالنسبة للمراهقين فهم لم ينضجوا بعد بشكل كاف فيصبحون فريسة سهلة للإصابة بفقدان الثقة وقد يلجأون إلى المخدرات أو المشروبات الكحولية، وأكدت أننا فى مرحلة خطيرة فى تاريخ البشرية حيث تحولت شبكة الإنترنت إلى جزء لا يتجزأ من حياتنا، وقالت إنها شخصيا تحب وسائل التواصل الاجتماعي، وأنها تعترف بأنها مدمنة للإنترنت، ما دفعها لعمل بحث علمى توصلت من خلاله إلى ضرورة استخدام الإنترنت بالشكل الأمثل بما يؤثر على التواصل الحقيقي، وطالبت بأن نسأل أنفسنا قبل الدخول إلى الشبكة هل تريد أن تتعلم شيئا جديدا أم لا؟ ودعت إلى إجراء حوارات حقيقية بين الناس لتنمية القدرة العقلية على التواصل مع الآخرين وتشعر الإنسان أن وقتنا له قيمة. وأضافت فاطمة الزهراء عبد الفتاح باحثة متخصصة فى الإعلام وتكنولوجيا الاتصالات أن تحول وسائل التواصل الاجتماعى إلى ساحة لنقل وتداول الشائعات والأخبار المزيفة يعتبر أزمة كبيرة تعانى منها الدول التى تعانى من أزمات كبيرة، وأوضحت أن هناك تطورا كبيرا فى تزييف الصور والفيديوهات وليس فقط فى نشر الأخبار والشائعات، مشيرة إلى وجود 190 مليون جهاز آلى يقوم بصناعة ونشر تلك المواد من خلال صفحات وحسابات وهمية، وطالبت بالاهتمام الكبير بالجانب التقنى لمواجهة تلك المشكلة. من جانبه أكد العميد خالد عكاشة عضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب، والخبير الأمنى أنه لا يوجد أحد ينكر أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن هناك زاوية شديدة الخطورة فى تناول هذا الموضوع، مؤكدا أن الإرهاب استطاع الاستفادة القصوى من استخدام وسائل التواصل، وقال ان الإرهاب نقل حجما كبيرا من نشاطه الجغرافى المحدود إلى ساحة شاسعة يستطيع النفوذ منها إلى كل سكان العالم، وحصل عليها الإرهاب مجانا واستفاد منها وأصبحت توفر له عينا كبيرة يطل بها على المجتمعات المختلفة، ويستطيع عمل دراسات مسحية وتمكنه من رسم خطط مستقبلية. وقال إن وسائل التواصل أصبحت وسيلة فعالة لتحقيق أهدافهم، وأكد أنه بالرغم من ذلك إلا أن هناك وسائل مقاومة ويلقى على أجهزة الاستخبارات العالمية عبئا كبيرة لمجابهة مخططات الإرهابيين، وطالب الأجهزة الأمنية بالجاهزية الدائمة للمجابهة. من جانبها، روت أروى أبو عون -مصورة ليبية وفنانة تشكيلية - تجربتها عن التنمر الذى عانت منه بسبب مواقع التواصل الاجتماعى حيث وقعت ضحية لأحد الأشخاص، عندما كانت صغيرة فى السن وتعيش فى كندا، ومرت بتجربة مرعبة على حد وصفها، وقالت إن الإنترنت تخلق هؤلاء الأشخاص الوهميين الذين نشاهدهم بصورة غير حقيقية وتترك أثرا سلبيا تخلق إنسانا غير محب للتواصل الحقيقى ومن المفترض أن نتعايش معا فى عالم حقيقى وليس افتراضيا. من ناحيته أكد باترك وينسن المدير التنفيذى بمركز إدمان الانترنت فى السويد أن هناك أكثر من 300 دراسة تم إجراؤها حول مواقع التواصل أثبتت وجود تأثير سلبى كبير على صحة الإنسان ومراكز كثيرة فى المخ، وهى التى تدفع الإنسان إلى الدفع لاستخدام الهاتف وتسلبه إرادته، ووجه رسالة إلى الرئيس قائلا، انه عندما يقوم بضغط الزر لمشاهدة فيديو يجد نفسه لا إراديا يقوم بفتح المزيد والمزيد، إن الجلوس نحو ساعتين كل يوم على الانترنت قادر على إفقاد الإنسان اهتمامه بحياته الواقعية، واستعرض جهازا يسمى عدم التليفون وهو جهاز على شكل تليفون وهمى مثل السيجارة الالكترونية التى يستخدمها للإقلاع عن التدخين. من جانبها أوضحت كريستين اديرو مدير برنامج شبكة الفتيات والأطفال بكمبالا جامعة أوغندا أنها عندما بدأت برنامج شبكة الفتيات كان التركيز على الجوانب الأمنية فقط، ومن ثم بدأت برنامج الحماية من الإنترنت للأطفال من تأثير الصور الجسدية والخطاب العنيف والصور غير الحقيقية التى توفرها البرامج عبر الهاتف وتخلق لديهم عالما افتراضيا جميلا، وحمايتهم من ذلك حتى نحميهم من التنمر والعنف والمخدرات، وينبغى على الأهل المساعدة فى توفير برامج الحماية من براثن شبكة الإنترنت، وكذلك طالبت الجهات التعليمية بتوفير برامج لاستخدام الإنترنت بشكل مفيد وليس الاستخدام السيئ، وكذلك تدريب الأطفال وتعريفهم بمفهوم حقوق الإنسان. وأكد جاكسون هاريس - مخرج أفلام وثائقية ومصور بريطانى -أنه ابتكر قناة خاصة به فى 2011 وانه أحد المتفاعلين مع الإنترنت، وأكد أن الإنترنت لديه القدرة بالفعل على التفاعل ونقل البيانات والمعلومات، ولكن عندما يتصل الأمر بالأمور الشخصية فإن الأمر يتحول إلى خطير، وقال إننا نخلق عالما افتراضيا نتشارك فيه جميعا ونحن أكثر الأجيال البشرية تواصلا فيما بينهم، وطالب بالتفريق بين الواقع الافتراضى والحقيقي، لكون التواصل الحقيقى هو ما يجعلنا بشرا نستحق الحياة. أما محمد خير مؤسس موقع شوارع مصرية فقال إنه أنشأ الموقع الخاص به من داخل غرفته، دون أن يكلفه ذلك شيئا.