* الجيش المصرى ليس مسيسًا أو طائفيا ومستعد للتضحية حفاظا على الوطن * نحتاج إلى 130 مليار جنيه لبناء 250 ألف فصل دراسى ونظرة جديدة للتعليم الفنى
* إنشاء «مدينة شباب إفريقيا».. وأحذر من استخدام «وسائل التواصل» فى تهديد الدول
فى اليوم الثالث لجلسات منتدى شباب العالم، بشرم الشيخ، تطرق الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى جملة من القضايا الداخلية والإقليمية والدولية المهمة، وتحدث بصراحة، كاشفا عن عدد من المحددات والحقائق المحيطة، فى عدة ملفات، مؤكدا أنه يصارح الشعب بالحقائق، فالشعب أكبر من الاستخفاف به أو خداعه، محذرا من أنه دون تكاتفنا جميعا لن تكون النتائج المرجوة. وقال الرئيس، خلال مشاركته بجلسة «كيف نبنى قادة المستقبل»، أمس، إن الدولة تدعم الشباب الذى يقدم أفكارا ناجحة بناءة، مشددا على أنه من حق الشباب الماهر الكفء الدفع بهم فى المناصب، كى تستفيد الدولة من قدراتهم، منوها بأن الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب خير مثال فى هذا الشأن، وفق معايير محددة دون أى تحيز لأى فرد. وأشار الرئيس إلى أن طلاب الكليات العسكرية سوف يخضعون لمعايير تلك «الأكاديمية»، لاختيار العناصر المناسبة، ليكونوا ضمن قيادات الدولة فى المستقبل، ورحب باقتراح إنشاء مدينة شباب إفريقيا، موجها بإدراج الفكرة ضمن توصيات المنتدى. وأضاف السيسى أن الحكومة تسعى حثيثا لتغيير الواقع فى مصر إلى الأفضل، لافتا إلى أنه كانت هناك عملية إنقاذ للدولة من الانهيار أولا، وأن تطوير التعليم بدأ بالفعل منذ سنتين، ونحن الآن فى الطريق، لاسيما بعد الانتهاء من تجهيز العملية التعليمية وبناء بنك المعرفة. وقال إن عملية تطوير التعليم تتطلب جهدا لإقناع الناس بمساراتها، مبينا أن التحدى الأكبر هو تطوير الإنسان الذى يقوم بتطوير العملية التعليمية، وليس بناء الفصول والمدارس فقط، مبينا أنه طلب استحداث آلية لتقويم الخريجين وقياس مدى جاهزيتهم لسوق العمل.وشدد الرئيس على بذل كل جهد ممكن لوضع اسم مصر فى مكانها اللائق بين الأمم، موضحا أن 700 ألف طالب جديد يدخلون التعليم كل عام، والزيادة السكانية هى العائق الأكبر أمام تقدم بلادنا. وأكد أننا نحتاج إلى 250 ألف فصل دراسى، خلال ثلاث أو أربع سنوات، تكلفتها 130 مليار جنيه، للوصول إلى كثافة 40 تلميذا فى الفصل. ووجه حديثه إلى الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، بأن تلك المشكلة سوف يتم حلها من خلال تمويل الوزارات، ولن يتم منح علاوات للموظفين هذا العام، لتدبير المبالغ اللازمة لبناء المدارس، وأردف: «البلاد تبنى بالمعاناة.. وأنا دورى ليس تجهيز احتياجات الناس فقط، لكن أيضا تجهيز سوق العمل لأبنائنا حتى يجدوا فرصة». وطالب بالاهتمام بصحة التلاميذ ولياقتهم البدنية، والتوقف عن النظر إلى خريج التعليم الفنى بنظرة أقل شأنا من الخريج الذى يحمل شهادة جامعية، منبها إلى أن شهادات التخرج لطلاب التعليم الفنى، بعد اعتماد نظام الجودة الجديد بالتعاون مع ألمانيا، ستكون دولية معترفا بها، تدل على تميز هؤلاء الخريجين، مطالبا بالتعاون والتنسيق مع المجتمع المدنى للتغلب على التحديات التى تواجه تطوير العملية التعليمية.وأشار السيسى إلى أن هناك 22 جامعة جديدة يتم إنشاؤها، سيتم افتتاحها فى 30 يونيو 2020، تتكلف الجامعة الواحدة نحو 5 مليارات جنيه. وفى مداخلته بجلسة «مواقع التواصل الاجتماعى تنقذ أم تستعبد مستخدميها»، أمس، أعلن الرئيس تشكيل لجنة قومية لمناقشة ووضع إستراتيجية لتعظيم الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعى، محذرا من استخدامها فى إحداث تطورات جديدة وخطيرة ، تهدد سلامة المجتمعات، خاصة فى الدول الأقل تقدما، مطالبا بالاستفادة الإيجابية من التكنولوجيا، مثل تحويلها إلى منصات لآليات التعليم والصحة، بدلا من نشر الشائعات والهدم. وفى أثناء مشاركته بجلسة الحوار، للرد على أسئلة المشاركين بالمنتدى، مساء أمس الأول، أكد السيسى أن المنطقة العربية والإسلامية تواجه مشكلات مركبة ومعقدة، تحتاج جهودا كبيرة لإيجاد حلول لها، وتطرق إلى أزمات اليمن وسوريا وليبيا وأفغانستان، وشدد على موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية بإقامة دولة مستقلة، عاصمتها القدسالشرقية، مبينا أنه لا يوجد ما يسمى بصفقة القرن..والمصطلح طرحته وسائل الإعلام. وأشار إلى أن الجيش المصرى يتميز بأنه ليس مسيسا أو طائفيا، بل هو جيش وطنى مستعد للتضحية، حفاظا على الدولة. كما أوضح الرئيس أن القاهرة، تسعى لتطوير علاقاتها بشكل متوازن مع الجميع بعيدا عن الاستقطاب والتكتلات.