* مصر أصبحت الرقم الصحيح فى المعادلة الدولية والإقليمية أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى، دعمه لمبادرة الشباب المصرى الرامية للعودة إلى الإنسانية والعمل على إرساء قواعد السلام والمحبة والانحياز إلى الحوار الحضارى الإنسانى القائم على تعاليم الأديان السمحة التى جعلت عمارة الأرض وحسن الخلق قاسماً مشتركاً بينها بعيداً عن التطرف والغلو لمعتقد أو دين، مشدداً على أنه يعلن ذلك من على أرض سيناء التى تفوح منها رائحة المحبة ويظللها غمام السلام وتشرق شمسها بالتسامح والمودة. وأتت تصريحات الرئيس خلال افتتاحه أمس النصب التذكارى لإحياء الإنسانية، على هامش فعاليات منتدى شباب العالم، فى دورته الثانية، المنعقد حاليا بمدينة شرم الشيخ. وأضاف الرئيس السيسى، أن أرض سيناء ملتقى الشرق والغرب ومقصد الباحثين عن السلام وملتقى لتاريخ والجغرافيا أرض الإله والأنبياء، كما أعرب عن عظيم فخره بشباب مصر الواعد الوارث لعظمة الأجداد والعازم على تنفيذ إرادته. كما أعلن عن كامل انحيازه للشباب المصرى بصفة خاصة وشباب العالم على العموم لليقين الراسخ بهم، وأنه بحماس الشباب ووعيه يمكن صنع المعجزات. كما أن شباب مصر الممتلئ حماسًا ووعيًا أصبح الرقم الأهم فى معركة بناء الوطن التى تخوضها مصر فى مواجهة تحديات عديدة طالت الإقليم ومصر. وأشار الرئيس قائلا: «بينما تعصف هذه التحديات بدول وحضارات حولنا استطاعت شباب أمتنا مجابهة التحديات وواجهوا الإرهاب بالفن والثقافة قبل السلاح، وشرعوا فى بناء الوطن واثقة خطواتهم ومتسارعة، وأقول بصوت الحق والحقيقية إن أمتنا قد صاغت خلال السنوات القليلة رؤية جديدة قائمة على العودة للأصول الإنسانية ومبادئ الحضارة وتسعى لاستبدال أطروحات الصدام الحضارى بالحوار، وترسخ لفكرة الاختلافات الثقافية واحتوائها بدلا من محاولات فرض الرؤى والأيدلوجيات بالقوة، فقد كانت هذه الرؤية نابعة من الثراء الحضارى المكونة للشخصية المصرية بأبعادها السبعة، فمصر الفرعونية التى كانت مبدأ الحضارة والتاريخ اكتسبت أبعادا مكانية ثلاثة ترتبط بامتدادها الإفريقى والآسيوى والمتوسطى، ثم تطورت بامتزاجها بالأبعاد الحضارية اليونانية والرومانية والقبطية والعربية والإسلامية، ومن ثم أصبحت مصر هى الرقم الصحيح فى المعادلة الدولية والإقليمية الساعية لإيجاد حلول واعية لهذه الصراعات، والقادرة على زيادة الرقعة المشتركة التى ستجمع الفرقاء من أجل عالم أكثر سلامًا واستقرارًا ينعم بالمحبة والتآخى ويستعيد إنسانيته المفقودة. نوه الرئيس أيضًا إن شباب العالم المجتمع الآن فى أرض الكنانة، داعيا لهم للحوار الجاد والبناء على مدى فعاليات هذا المنتدى، قائلا: أرجو أن تجنحوا بأحلامكم إلى آفاق الإبداع وأن تعقدوا العزم على إنفاذ إرادتكم مخلصين لها ولو كره الكارهون، أبدعوا بعقولكم وأحبوا الحياة بقلوبكم وانطلقوا نحو الغد الذى سيليق بكم، اجعلوا اختلاف أديانكم وألوانكم وأجناسكم قيمة مضافة لحلمكم وثراء لمستقبلكم ولا تتفرقوا أبدًا اجعلوا كنزكم فى رحلة إلى المستقبل الواعد المفعم بالسلام والاستقرار والتنمية، مارسوا بالصدق وآمنوا بتحقيق الحلم، فالأحلام لا تسقط بالتقادم. وأشار الرئيس إلى انه «فى هذا المكان وضعت لبنة أولى لنصب تذكارى يذكرنا بأن الله قد استودع الحياة فى قلوب البشر وعلينا أن نحفظ أمانة الله فى قلوبنا سأعمل ومعى المصريون على نشر رسالات البناء والتنمية والعدل متسلحين برقائق الحضارة المصرية الفريدة وشخصيتها المتميزة على مدار العصور وسوياَ سنرددها ..تحيا الإنسانية يحيا السلام تحيا الحضارة». ورافق الرئيس السيسى، المهندسة شيماء أبو الخير، صاحبة فكرة إنشاء وتصميم هذا النصب ومجموعة من الشباب. وكانت مراسم الافتتاح قد بدأت بكلمة للمهندسة شيماء، قالت خلالها، إن «سيناء أفضل مكان لإحياء الإنسانية وأكثر احتراما للإنسانية، ولذلك قررنا إقامة هذا النصب التذكارى على أرض سيناء ذات الحضارة منذ آلاف السنين». وتم عرض فيلم تسجيلى يوضح مراحل تنفيذ هذا النصب التذكارى والمساهمين فيه من مختلف الجنسيات فى العالم؛ ليؤكد أن الإنسانية يتفق عليها الجميع رغم الاختلاف فى أشياء أخرى.