أجمع خبراء إعلام واجتماع على أهمية دور الإعلام فى تصحيح منظومة القيم والسلوكيات فى المجتمع، وأعزى الخبراء تراجع السلوكيات إلى التراجع فى دور الدراما والبرامج الإعلامية، حيث ترى د.ليلى عبدالمجيد أستاذة الإعلام أن الدراما لعبت دورا كبيرا فى هدم سلوكيات المجتمع عن طريق ما تقدمه من عنف وبلطجة خارجة عما نأمل فيه، وبذلك فقد ابتعدنا عن الدراما الاجتماعية التى كانت تركز على الاحترام وبذل الجهد والعمل الهادف وتقديم النماذج الإيجابية، مؤكدة أن هذا التدهور الذى حدث فى الدراما حدث عندما انصرف تليفزيون الدولة عن الإنتاج وأصبحت الأرباح واسم البطل او البطلة المتحكم فى المسلسل فانتهت القيم والسلوكيات بالإضافة إلى نقص البرامج التى تناقش سلوكيات المجتمع متسائله أين توجد برامج الاطفال والمرأة التى تشجع على القيم والسلوكيات الإيجابية وليست البرامج التى تهتم فقط بالموضة والطبخ ، وتساءلت أيضا: أين التنشئة الصحيحة والوعى بالأخلاق، وطالبت د.ليلى بأن يتم تكاتف كل هيئات الثقافة والإعلام بشتى أشكاله مع وزارة التربية والتعليم من أجل الحصول على رؤية موحدة تضع حدا للقيم المنتشرة وتستطيع أن تواجه وسائل التواصل الاجتماعى. من جانبه أكد الإعلامى عبدالرحمن رشاد رئيس الإذاعة الأسبق وعضو الهيئة الوطنية للإعلام أن الإعلام له دور كبير فى إعادة القدوة الحسنة، منوها إلى أننا فى مرحلة حرجة تحتاج إلى إعادة النظر فى مضمون ما يعرض بالأعمال الدرامية ومراجعة ما يتم تقديمه فى البرامج بالاضافة الى الدراما التى تحث على العنف ،وأكد رشاد أن الدراما فى الماضى لعبت دورا مهما فى المجتمع المصرى بأعمال هادفة مثل مسلسلات القاهرة والنَّاس ، هو وهى ، ليالى الحلمية لما لها من دور كبير فى نشر القيم الرفيعة، بالاضافة الى الدراما الإذاعية ربات البيوت ، عائلة مرزوق وطالب بميثاق شرف إعلامى يلتزم به كل صناع الإعلام العام والخاص وتطبيق القانون على ما يعرض. ومن جانبها أكدت د.هويدا مصطفى أستاذة الإعلام أن الإعلام له دور مهم وتأثير فى بناء شخصية الأفراد وفى التأثير على قيمه وسلوكه ومعارفه ويعد من أدوات التنشئة الاجتماعية والتربوية حيث يسهم فى تنمية الوعى وتبنى القيم و السلوكيات الإيجابية من خلال ما يقدمه من محتوى ومضامين ونماذج إيجابية، وأكدت أنه على الإعلام أن يغرس القيم و السلوكيات الإيجابية وتقديم النماذج والقدوة وهو ما نفتقده للأسف فى كثير من المضامين الإعلامية التى تقدم حاليا وأطالب بأن يقدم المحتوى الجيد ويهتم بالتنمية الثقافية والمجتمعية والاهتمام بعرض النماذج الإيجابية والمحتوى الثقافى والفن الجيد للتصدى للسلوكيات المنحرفة والسلبيات والتركيز على الإيجابيات وإبراز أهمية هذه السلوكيات فى تنمية المجتمع وتطويره والتركيز على أهمية التمسك بالقيم لبناء مجتمع متماسك وصحى. وفى هذا الاتجاه شددت د.عطيات الصادق أستاذة الاجتماع على أنه من الضرورى اختيار المواد الجيدة التى تعرض على الشاشة سواء برامج أو دراما واختيار موضوعات تهم الأسرة مؤكدة دور الإعلام فى المجتمع من خلال نقل الإيجابيات ومحاربة الشائعات.