أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى عن سعادته بزيارة الخرطوم، ووجه الشكر للرئيس عمر البشير والشعب السودانى الشقيق لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. وأكد الرئيس خلال مباحثاته الثنائية مع نظيره السودانى أمس على ما يجمع بين الشعبين المصرى والسودانى من روابط ثقافية واجتماعية وطيدة ممتدة عبر التاريخ، مشيراً إلى اعتزاز مصر بعلاقاتها الاستراتيجية والتاريخية بالسودان، والحرص على تعزيز تلك العلاقات والارتقاء بمحاورها المختلفة لاسيما على الصعيد التنموي. وثمن الرئيس نجاح اجتماعات لجان وآليات التعاون بين الوزارات من الجانبين، والاجتماعات التحضيرية للجنة الرئاسية، فى التوصل إلى قرارات واتفاقات تخدم مصالح الدولتين وشعب وادى النيل. وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن المباحثات شهدت استعراض آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الرئيس السيسى ترحيب مصر بجهود السودان فى تحقيق السلام والاستقرار فى جنوب السودان، معرباً عن دعم مصر لتلك الجهود واستعدادها لتوفير مختلف السبل للمساعدة فى تنفيذ اتفاق السلام الذى وقع برعاية الخرطوم. وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيسين أكدا خلال المباحثات على استمرار التشاور بين البلدين فيما يخص القضايا الإقليمية، وفى المحافل الدولية، لا سيما وأن مصر ستتولى رئاسة الاتحاد الإفريقى خلال عام 2019، وأكدا أيضا الحرص على مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما يسهم فى تحقيق مصالح البلدين المشتركة، فضلاً عن تعزيز التعاون على مختلف المستويات ودفع جهود التعاون بين دول المنطقة والقارة الإفريقية وتحقيق التنمية لما فيه مصلحة شعوبها. وذكر السفير بسام راضى أن اجتماعات اللجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة شهدت استعراض أوجه التعاون الثنائى بين البلدين، وذلك فى إطار تنفيذ وثيقة الشراكة الاستراتيجية التى تم التوقيع عليها بين البلدين فى 2016، حيث رحب الجانبان بالخطوات التى تم اتخاذها لتفعيل المشروعات الاستراتيجية الكبرى التى تم الاتفاق عليها بين البلدين، بما فيها مشروعات الربط الكهربائى وخطوط السكك الحديدية، وهى المشروعات التى من شأنها أن تحدث نقلة نوعية فى العلاقات بين مصر والسودان، وتشجع على تنفيذ المزيد من المشروعات الإنتاجية والخدمية المشتركة بين البلدين الشقيقين. كما تشاور الجانبان حول سبل تعزيز التبادل التجارى والمشروعات التنموية والاستثمارية المشتركة بين البلدين، تحقيقاً للمنفعة المتبادلة بين الشعبين الشقيقين وتوفير المزيد من فرص العمل. ورحب الجانبان بالاتفاقيات التى تم التوقيع عليها خلال أعمال اللجنة الرئاسية، مؤكدين أنها تشكل أرضية صلبة لتعزيز علاقات البلدين فى مجالات الرعاية الصحية والزراعة والتعليم والإعلام وغيرها من المجالات، لتمثل بذلك قيمة مضافة جديدة لما سبق وأن أبرمه البلدان من اتفاقيات فى مختلف المجالات، الأمر الذى يمهد الطريق أمام مستقبل العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، ويشجع الأجيال القادمة نحو مزيد من الترابط والتكاتف سيراً على ذات النهج. وقد أكد الرئيسان أن انعقاد الاجتماع الثانى للجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة يعد بمثابة قاعدة انطلاق إضافية جديدة على صعيد تعزيز وترسيخ التعاون والتكامل بين البلدين، وتأكيداً للخط الصاعد فى العلاقات الثنائية والإرادة السياسية المتبادلة لتحقيق مصالح شعبى وادى النيل، والانطلاق بتلك العلاقات لآفاق أرحب ومجالات أوسع للتعاون البناء والمثمر، ويؤكد الثقة الآخذة فى التنامى بين البلدين. وقال السفير بسام راضى إن الرئيس البشير أعرب خلال المباحثات عن ترحيبه وشعب السودان بزيارة الرئيس السيسى لبلده الثاني، وأشار إلى ما يربط الشعبين من مصير مشترك، وما يجمع البلدين من علاقات تاريخية وممتدة. وأشاد البشير بالتطورات الإيجابية التى شهدتها تلك العلاقات خلال الفترة الأخيرة، وأكد حرص بلاده على تفعيل مختلف أطر التعاون المشترك مع مصر، واستثمار ما يتوفر لدى البلدين الشقيقين من إمكانات كبيرة لتحقيق مصالحهما المشتركة بما يمثل نموذجاً يحتذى به فى الترابط والتعاون. وعقب انتهاء المباحثات وقع الرئيسان على البيان الختامى للدورة الثانية للجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة.