تراكم القمامة أصبح ظاهرة سيئة فى جميع الشوارع دون استثناء، وأصبحت مشكلة مزمنة بعد فشل كل الحلول الحكومية فى علاجها، ولم نكن نسمع فى السابق عن مثل هذه المشكلة مع وجود جامع القمامة الذى كان يتولى جمع القمامة من المنازل يوميا ويتم تجميعها وإرسالها الى أماكن التجمع التى كان يشرف عليها أفراد متخصصون فى هذا المجال وكلهم أفراد قطاع خاص، وعندما اتجهت الحكومة إلى استخدام شركات فشلت التجربة, وحتى صناديق القمامة والتى كانت توضع فى أماكن غاية فى الخطورة بالشوارع وتتسبب فى الكثير من الحوادث يتم سرقتها بشكل مستمر، والمحصلة النهائية التى نعانى منها جميعا هى انتشار ظاهرة القمامة بالشوارع وبكثافة، وبعد أن كان جامع القمامة يقوم بعملية فزر القمامة فى مكان مخصص وتحت إشراف معلمين، أصبح هناك أفراد يقومون بنفس المهمة ولكن فى الشارع يقومون بفرز القمامة على مرأى ومسمع من الجميع، والغريب أنهم أصبحوا يقومون بإنشاء مناطق فى الشوارع الرئيسية لتجميع القمامة وينتقون منها كل ما يمكن تدويره مرة اخرى ويحققون مكاسب طائلة من ورائها، اما غير الصالح فيتركونه للحكومة تتكبد نفقات إزالتها. فكرة شركات جمع القمامة من الافكار الجيدة ولكن هل تناسب عاداتنا وتقاليدنا وظروفنا المعيشية، والتجارب فى كل المحافظات اثبتت فشلها، وليس عيبا ان نعود الى ما كنا معتادين عليه من إسناد الامر الى الافراد مرة اخرى ليقوموا بمهمة جمع القمامة وفرزها، واذا كان الأمر متعلقا بموارد الدولة فيمكن منحهم تراخيص وطبعا بدون تعقيدات بيروقراطية وتحصيل رسوم وضرائب كما هو الحال فى الكثير من الحرف والمهن الأخري، أما أن يترك الأمر هكذا فى يد المحليات فالنتيجة واضحة أمام الجميع. لمزيد من مقالات رأفت أمين