10 ورش لصناعة الفخار ترسم حياة مئات الأسر ، فالجميع هنا عاملون ومنتجون وبائعون ومصدرون لصناعة رفيعة تنتج تحفا فنية تغزو المعارض المصرية والدولية من الفخار والخزف بكل أشكاله ومستويات صنعته وجودته وفنونه في قرية « تونس» الصغيرة بالفيوم. إنها باتت أشبه بخلية النحل يعمل بها الجميع ليل نهار ( أطفالا وشبابا ونساء وفتيات صغيرات). مدرسة القريةفي هذا المجال أنشأتها ( أم انجلو )، أو إيفيلين السويسرية، التي استوطنت القرية الصغيرة منذ نصف قرن تقريباً بعد أن فٌتنت بطبيعتها الساحرة فقررت ترك العالم كله والإقامة بها وأنشأت مدرستها البسيطة في منزلها الريفي لتعليم الأطفال وأهل القرية صناعة الفخار والخزف. وبالفعل تعلم الجميع وفتحوا ورشهم الخاصة في منازلهم أو ورشاً ريفية بسيطة منفصلة تنبض جدرانها بالعمل والفن وتحتوي معظمها علي أفران حرق الخزف ليصلح للاستخدام بعد الرسم عليه وتلوينه (كل رسام يحرق منتجاته بنفسه فنادراً ما تعتمد زوجة علي زوجها أو طفل علي والده أو والدته) . تلك الصناعة البسيطة جعلت القرية وكأنها مجتمع أقرب للمجتمع الصيني الذي يعمل ليل نهار دون كلل. وقد ساعدت الورش والمعارض المستمرة طوال العام علي جعل القرية متحفاً مفتوحاً يقبل عليه الزائرون؛ مصريين كانوا أو أجانب، يدخلون لتعلم الصناعة وخلق تحفة تخصهم من الطين الأسواني الذي تعتمد عليه ورش قرية تونس في صناعتها، ثم يستمتعون بمناخ ريفي بسيط بين المزارع وبحيرة قارون وورش الفخار وأهلها العاملين ليل نهار الذين ارتبطت حياتهم بالزوار فأتقنوا طريقة استضافتهم والترحيب بهم في جزء من الوطن لم يعد كبقيته .