زيارة الرئيس السيسى إلى روسيا فى الفترة من 15 إلى 17 من هذا الشهر انطوت بلا شك على علامات إيجابية للغاية فى تطور العلاقة بين البلدين، وهى العلاقات التى عكست دائما طوال تاريخها الطويل- تقديرا خاصا من الدولة الروسية لمكانة مصر التاريخية والإقليمية والدولية. لقد أشار الرئيس بوتين إلى احتفال روسيا فى أغسطس هذا العام بمرور 75 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية مع مصر المستقلة فى عام 1943 وهذا صحيح تماما، ولكن اهتمام روسيا بالعلاقة مع مصر يعود إلى ما قبل ذلك بكثير منذ أن قامت الامبراطورية الروسية فى عهد الامبراطورة إيكاترينا الثانية، التى عرفت باسم كاترين العظيمة، بتعيين قنصل روسى فى مدينة الإسكندرية فى عام 1784 أى منذ مايزيد على 230 عاما، كما افتتحت أول قنصلية بالقاهرة فى 1862. غير أن العلاقات المصرية الروسية، أو بتعبير أدق العلاقات المصرية السوفيتية، شهدت بعد ثورة يوليو 1952 تطورات مثيرة منذ أن أطلق رئيس الوزراء الروسى بولجانين إنذاره الشهير إلى بريطانيا وفرنسا بسبب عدوانهما على مصر فى 1956. ثم لعبت روسيا بعد ذلك دورا كبيرا وحيويا فى دعم مصر من خلال مساعداتها الحيوية والكريمة لمصر فى بناء السد العالى والعديد من المصانع الكبرى مثل الحديد والصلب والألومنيوم...إلخ ثم كان السلاح الروسى المتقدم هو عدة الجيش المصرى الاساسية فى حرب أكتوبر المجيدة، ولذلك كله فإن العلاقات المصرية الروسية تظل ركنا قويا وأساسيا فى علاقات مصر الدولية، جديرا بالحرص على تنميته وتخليصه من كل الشوائب والعقبات التى علقت به أخيرا، بدءا من عودة السياحة الروسية ، وتحديث المصانع الروسية، وتنمية منطقة قناة السويس وحتى بناء المحطة النووية بالضبعة على ساحل البحر المتوسط. مرحبا ومرحبا بالتعاون والصداقة مع روسيا!. لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب