اختتمت فعاليات الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية التى أقيمت فى الفترة من 14 - 15 أكتوبر 2018، واستضافتها جمهورية مصر العربية بالتعاون مع منظمة الأليسكو، وحملت شعار «القدسفلسطينية»، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى. فى إطار تقوية حضور المقدسيين لمواجهة التغول والتحول الذى يمارسه الاحتلال الإسرائيلي، أطلع المؤتمر على التقرير الذى قدمته اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم واللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية حول الدور العربى المأمول فى مواجهة التحديات التى تتعرض لها مدينة القدس والأراضى الفلسطينيةالمحتلة، وقدم وزير الثقافة الفلسطينى الدكتور إيهاب بسيسو عرضًا لجسامة ما يرتبكه الاحتلال الإسرائيلى فى حق الأشقاء الفلسطينين. وقد قرر المؤتمر، إنشاء حساب خاص لدى المنظمة يخصص لتمويل مشروع «فضائية العاصمة الثقافية» ودعوة الدول إلى العمل على تأمين مشاركة فلسطينين الأرض المحتلة فى المشاريع والنشاطات الثقافية الفكرية العربية وكذلك إقامة أسابيع ثقافية فى المدن العربية تتناول القضية الفلسطينية وفلسطين تاريخا وحاضرا ومستقبلا. وقال الدكتور إيهاب بسيسو، وزير الثقافة الفلسطينى فى حواره ل»الأهرام»، إن اعتماد القدسفلسطينية فى هذه الدورة من اجتماع وزراء الثقافة العرب، يمثل انتصارا للقدس والحقوق الوطنية الفلسطينية وفى هذا السياق نثمن الجهد الذى تقوم به جمهورية مصر العربية والمنظمة العربية للثقافة والعلوم (الأليسكو) من أجل ان تكون القدس حاضرة فى التظاهرات العربية المختلفة، ونحن حريصون على تعزيز سبل وآليات العمل العربى المشترك ثقافيا. وأضاف «بسيسو»، أن مواجهة سياسات الاحتلال تتطلب جهدًا عربيا بالاضافة إلى الجهد الفلسطينى الذى تقوم به رغم كل العراقيل وبالتالى اعتماد دعم المؤسسات الثقافية المقدسية والفعل الثقافى الفلسطينى وكذلك اعتماد التوصيات التى تقدمت بها وزارة الثقافة فى هذا السياق يشكل مدخلًا مهما نحو بناء شركات استراتيجة نحو المستقبل، وبهذا نكون نحاصر حصارنا، فالاحتلال الإسرائيلى يريد أن يحاصر الشعب الفلسطينى بقطع كل جسور التواصل مع أشقائه. وتحدث «بسيسو» حول مقترح انشاء فضائية العاصمة، وقال «هو مشروع استراتيجى مهم، يعمل على توثيق الحياة المقدسية وإتاحة هذا الفعل ليكون فعلًا ثقافيًا اجتماعيًا أيضًا يصل إلى الشباب والأجيال الجديدة»، مشيرًا إلى أن هذه القناة ستكون مدخلا لتعزيز مفاهيم الإعلام الثقافى من جهة، وأيضا الإعلام التوعوى للانتباه الى قضايا القدس، وستستفيد القناة من الأرشيفات العريية المتلفزة العربية بالتعاون مع المنظمة العربية. وأعتبر وزير الثقافة الفلسطينى أن تحدى الاحتلال هو التحدى الأبرز الذى يواجه الثقافة الفلسطينية، فهو يقوم على الاضطهاد والقمع والانتهاكات المتكررة والجرائم التى ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وثمة تحديات داخلية متمثلة فى التطرف والكثير من السياسات التى تخلق حالة من التشويه للتاريخ، إضافة على المستوى العام، والتى لها علاقة بالموازانات اللازمة للفعل الثقافى والتى يجب أن تكون متطورة وقابلة للتطور بالانفتاح على الاتفاقيات والتعاون المشترك وتفعيل العلاقات بين الوزارات والمؤسسات الرسمية والقطاع الخاص من أجل خلق حالة ثقافية. ورأى «بسيسو» أنه من الضرورى مواجهة سياسات الاحتلال بتعزيز العمل المشترك والتواصل الثقافي، فإن فلسطين رغم الاحتلال تقيم معارض للكتب ومهرجانات فنية وثقافية، وتتطلع لمشاركات عربية فى هذا السياق، وقال «لا نطلب زيارات عربية لفلسطين مجانية ولكن يجب أن تكون من أجل دعم الثقافة الفلسطينية وعربية القدس، لهذا نرى أننا كمثقفين فلسطينيين، أن الزيارة تأتى فى إطار دعم التضامن، وعلى النقيض يمكن أن يرى بعض المثقفين أن زيارة فلسطين تعد تطبيعًا مع الكيان الصهيونى وهذا رأيهم». وقال «لا نريد كثيرًا الدخول فى الجدل حول هذا الموضوع بقدر ما إن المسألة واضحة، هناك شعب محاصر يعانى من مختلف أشكال الاضطهاد وهذا الشعب يتطلب دعما على المستويات المختلفة لنضاله وايضا لصموده على أرض فلسطين، وهناك من يرى أن المشاركة فى الفعاليات الثقافية والمشاركة فى الندوات التى تنظمها الجامعات فى فلسطين تشكل أيضًا جزءا من هذا الدعم، ونحن لا نصادر حق أحد». وأكد أن فلسطين دولة تقع تحت الاحتلال والدخول إلى فلسطين يمر عبر بوابة الاحتلال، وهو مدخل مؤقت لذا يجب أن يكون نضالنا المشترك هو إنهاء الاحتلال، وهذا هو المبدأ، لذلك فإن مفهوم التطبيع يعنى تجميل صورة الاحتلال. وقال «دائما فلسطين بحاجة إلى جهد ينتصر للشعب الفلسطيني». ولا يريد «بسيسو» أن يتحول مفهوم التطبيع إلى عائق يحول دون مد الجسور بين المبدعين الفلسطينين والأشقاء العرب، وقال «علينا أن نضعه فى السياق الطبيعى دون تضخيم وبالنسبة لى أن يزور مثقف عربى فلسطين ويكتب عن فلسطين، هو بهذا المعنى يسهم فى نشر القضية»، وتساءل «لماذا عندما يأتى الأوروبى والأجنبى كأستاذ جامعى وروائى ويكتب عن فلسطين نقول عنه «متضامن»، وإذا جاء المثقف العربى إلى فلسطين نقول «تطبيع»؟ وحول مشروعات وزارة الثقافة الفلسطينية، قال «بسيسو» أن الوزارة تعكف على إنشاء المكتبة الوطنية الفلسطينية بقرار من الرئيس محمود عباس، لحماية الحقوق والتراث الفلسطيني، وهو يتطلب دعم عربيا ودعما بالخبرات والتقنية، واصفًا هذا المشروع بأنه انتصار سياسى بنكهة ثقافية.