تحديات الحياة لاتنتهي.. وقدر الشعوب العظيمة مواجهة هذه التحديات وقهرها.. وفى مصر واجهنا تحديا من أصعب مايكون خلال السنوات الماضية.. تحدى الحفاظ على دولتنا ومنع انهيارها.. ومواجهة خطر الفراغ السياسى والفوضي.. وانتشار الارهاب المسلح الغادر.. كلمات قليلة لكنها تبرز الرسالة التى أراد الرئيس عبدالفتاح السيسى إيصالها ليس للمصريين وحدهم.. بل للعالم بأسره.. فى الذكرى الخامسة والأربعين لواحد من أهم وأخلد أيام التاريخ المصري.. انتصار السادس من أكتوبر العظيم.. فى ذكرى الحرب والسلام الحفاظ على السلام لايقل أبدا عن تحدى القتال.. وقد أثبت الشعب المصرى فى الحالتين أنه عندما يتخذ قرارا يستطيع تنفيذه.. وأن ارادة السلام ليست نابعة من ضعف بل عن اقتناع وطنى بأنها الطريق الآمن لبناء الأمم والأوطان.. مصر لم تسع يوما إلى حرب.. وتاريخها يشهد بأنها لم تكن يوما غازية أو معتدية.. بل راعية وداعية وساعية إلى السلام.. السلام المستند إلى العدل وتوازن القوة.. لم يفرط جيشها يوما فى ذرة رمل من ترابها.. ولم يستسلم لهزيمة أو يخضع لابتزاز أو محاولات لجره إلى معارك جانبية.. بالأمس كان هذا الجيش ومازال هو الحامى واليوم هو البانى لنهضة مصر الحديثة.. هذه هى رسالة الذكرى ال45 لملحمة اكتوبر المجيدة.. فى 1973 حررت قواتنا المسلحة أرض سيناء من المحتل الغاصب.. واكمل السياسيون مابدأه حملة السلاح ليكتمل تحرير كامل تراب أرض الفيروز.. والآن تواصل قواتنا الباسلة معركة أخرى بتنقية هذه الأرض المقدسة من شراذم تنظيمات ارهابية حاولت أن تجد موطئ قدم لها هناك.. ويكمل جيشنا العظيم مهمته بملحمة أكبر هى اعادة بناء وتثبيت أركان الدولة بعد هزات عنيفة تعرض لها أمنها القومى جراء تحديات وتطورات متلاحقة نبعت أو عاصرت مايسمى كذبا بثورات الربيع.. المعركة لم تنته.. والتحديات متواصلة.. لكن ارادة الشعب المصرى وقيادته السياسية وجيشه الباسل لاتقهر.. ولايمكن لقوة مهما تكن أن تنال من هذا البلد الأبى الصامد أمام المحن والشدائد الذى استطاع فرض واقع إستراتيجى مختلف وصياغة معادلة اقليمية جديدة مبنية على الإيمان بالسلام بعيدا عن نيات الحرب والخراب والدمار. لمزيد من مقالات رأى الأهرام