بمناسبة مرور 45 عاما على نصر السادس من أكتوبر، التقت «الأهرام» اللواء أركان حرب محمد عباس منصور، أحد أبطال سلاح المدفعية الذين شاركوا فى نصر أكتوبر فى نطاق الجيش الثانى الميداني، حيث كشف العديد من الكواليس الخاصة بالحرب وعلاقته بالمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع الأسبق، الذى كان قائد مدفعية الجيش الثانى فى نصر أكتوبر 1973 . اللواء أركان حرب محمد عباس منصور، خريج الدفعة 35 حربية عام 1956، وعمل فى نطاق الجيش الثانى فى أكتوبر من عام 1973، وكان قائد مدفعية الجيش الثانى حينها ، هو العميد محمد عبد الحليم أبو غزالة الذى أصبح بعد ذلك وزيرا للدفاع. تحدث اللواء محمد عباس ل «الأهرام» عن مرحلة ما بعد يونيو 1967، فى البداية يذكر انه دفعة المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع الاسبق، حيث قال إن الثامن من سبتمبر من عام 1968 تم اتخاذه عيدا للمدفعية لما حققه رجال المدفعية المصرية من بطولات فى ذلك اليوم، حين خضنا مرحلة ناجحة وهى مرحلة حرب الاستنزاف، والتى أفقدت العدو الإسرائيلى توازنه وقضت على التكبر الذى تملكه بعد 67 وقضت على أسطورة العدو الذى لا يقهر ، فقد كانت حرب الاستنزاف بداية لنصر اكتوبر العظيم ، وكان لقرار اللواء عبد التواب أحمد هديب، مدير المدفعية، بناءً على توجيهات الرئيس جمال عبد الناصر فى عام 68 بتوجيه ضربة مدفعية للعدو لرفع الروح المعنوية للقوات وللشعب. وأوضح اللواء أركان حرب محمد عباس منصور، أن القوات المسلحة ومن ضمنها رجال المدفعية قامت بتنظيم صفوفها مرة أخرى وإعادة توزيع الكتائب والفرق والألوية وفقاً لخطط مدروسة، وذلك فى إطار الاستعداد لاسترداد سيناء مرة أخرى من العدو الإسرائيلي. وتحدث اللواء محمد عباس عن دور المدفعية فى نصر أكتوبر من عام 1973، حيث يقول إنه تم تزويد سلاح المدفعية المصرية بالعديد من الأسلحة الثقيلة والدقيقة، مثل العديد من الأجهزة والمعدات الفنية الحديثة الخاصة بإدارة النيران. وكشف فى حديثه ل«الأهرام» أنه فى يوم الثامن من سبتمبر عام 1973 كان هناك لواء إسرائيلى مدرع وصل بين إحدى فرقتين مصريتين، وتم إبلاغ قوات المدفعية بإحداثيات تمركز قوات العدو الإسرائيلى، وعلى الفور قمنا بقصف تلك التمركزات ، ورصدت الحرب الالكترونية التابعة للقوات المسلحة المصرية، استغاثات من القائد الإسرائيلى بالقيادة الإسرائيلية لمساعدته. وتحدث اللواء أركان حرب محمد عباس منصور، أحد أبطال سلاح المدفعية الذين شاركوا فى نصر أكتوبر، عن العميد محمد عبد الحليم أبو غزالة الذى كان قائد مدفعية الجيش الثانى فى نصر أكتوبر 1973، وأصبح وزيراً للدفاع فيما بعد. حيث قال «المواقف الإنسانية والبطولية للمشير أبو غزالة كانت كثيرة جدا»، والتى من خلالها، أصبح القادة والضباط والجنود فى حالة معنوية مرتفعة ، فقد كان المشير أبو غزالة برفقة أبطال المدفعية على الجبهة وكان وقتها برتبة العميد وكان طول الوقت يأكل ويشرب ويجلس معنا. كما أن المواقف الإنسانية للمشير ابو غزالة معنا على الجبهة، لا تنسى، ويقول اللواء محمد عباس منصور «اتذكر، عندما أبلغنا بأن هناك لواء مدرعا إسرائيليا فى طريقه للقنطرة، وقمنا بالتعامل معه، حيث سبقنا هذا اللواء بكيلو وبدأنا نحسب الوقت قبل توجيه ضربة إليه حتى أنه لم يبق سوى دقيقة واحدة ووقتها أمر القائد أبو غزالة بتوجيه ضربة له .. وقلنا له لسة يا فندم باقى دقيقة .. قال اضرب.. نفذ الأمر وبالفعل ضربنا وابلغونا بأنها كانت ضربات مؤثرة وأحدثت خسائر فادحة فى صفوف ومعدات العدو، وقتها فرح أبو غزالة كثيرا وقال «مش قلت لكم» لقد كان المشير ابو غزالة صاحب رؤية وتوقع رائع.