أحد أعظم إيجابيات العام الدراسى الحالى هى حالة الحوار المجتمعى وربما الجدل الذى يصاحبها منذ الإعلان عن النظام التعليمى الجديد والمتكامل من رياض الأطفال حتى الثانوية العامة لإنقاذ الأجيال القادمة من خطايا النظم التعليمية القديمة. ورغم أنه لم تمر سوى أيام على بدء الدراسة فإن محاولات إحباط التجربة سواء من حيتان التعليم بالنظام الحالي، أو من الفضاء المناوئ لكل محاولة إنجاز وطنى استبقت التجربة وتتربص بها، وكأن ازدحام الفصول أو تأخر تسليم الكتب أو مستوى المعلمين كانت مفاجأة هذا العام!. لم يسع أحد إلى شرح فلسفة النظام الجديد وأهدافه وتكلفته، أو مناقشة مستوى المادة العلمية فى كتب الوزارة ومدى ملاءمتها للواقع المصري، ولم نسمع أو نقرأ إلا عن حملات التشكيك المتواصل وتثبيط الهمم فى مواجهة جهود الدكتور طارق شوقى وزير التعليم والمؤمنين بالنظام الجديد فى وزارته. ما زال من المبكر تقييم مدى إيجابية أو سلبية خطة تطوير التعليم مهما تكن حملات الاشادة بها أو نقدها، ولكن ما يجب تقييمه باحترام وتقديم الشكر لوزير التعليم بشأنه هو خلق حالة حوار فى منتهى الأهمية داخل كل بيت وفى كل تجمع عن إيجابيات أو سلبيات النظام الجديد منذ بدء أول يوم دراسى وكيفية تطبيقه، وإعادة الروح للنقاش حول عمل جاد ومنظم، بعيدا عن هزلية بعض برامج التوك شو وسطحية معظم خبراء مواقع التواصل الاجتماعي، وتربص جماعات مصالح سياسية ومالية لكل محاولة لمواجهة الواقع الرديء. وفى انتظار أن يكون النقاش والجدل حول النظام التعليمى الجديد مقدمة لحوارات جادة حول قضايا أخرى سياسية واقتصادية واجتماعية فى بلادنا. [email protected] لمزيد من مقالات إبراهيم سنجاب