"ما أعجب تلك النفس التى فى داخلنا.. فيها من النار: "الشهوة والجوع والغضب والحقد والحسد والغل".. وفيها من النور: "العفو والتسامح والحلم والفهم والحنين إلى النور الأعظم الذى جاءت منه". "ولأن الشيطان مخلوق من النار فلا مدخل له على الإنسان، إلا إذا تهابط إلى المرتبة النارية من نفسه"، وهى مرتبة الشهوة والجوع والغضب والحقد والحسد والغل.. حينئذ يمكن أن يتم التواصل بين الاثنين بحكم المجانسة.. فيستطيع الشيطان أن يوصل إلى الإنسان وسوسته وأن يؤجج شهواته ويشعل غضباته.. ولكنه يظل معزولاً عمن هم في المراتب الروحية العالية بحكم عدم التجانس فهو لا يستطيع أن يوصل اليهم وسوسته". ولذا يقول الله تعالى: "إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ". المقتطفات السابقة من كتاب الروح والجسد للدكتور مصطفى محمود وهى كفيلة بأن تنير لك طريق الهروب من براثن الشيطان الذي يظل يقاومك ويعاندك ليرافقك في الدنيا والآخرة، فيكدر عليك عيشتك في الدنيا ويقذف بك معه إلى الجحيم في الآخرة من خلال وساوسه التي يحاول جاهدا بها أن يقطع صلتك بالله وأن يبعدك عن عبادة الله وتمجيده وتسبيحه والخشوع له ودعائه في الصلاة وأن يفسد قلبك بمشاعر الغل والكره والحقد والحسد والغضب وعدم الرضا. ولا سبيل للهروب من الفخ الذي يريد الشيطان أن يزج بك به سوى أن تبتعد عن نار الشيطان وتقترب من نور الله وذلك لا يتحقق إلا بتوطيد صلتك بالله والخشوع له في الصلاة وتنقية قلبك من الغل والحسد والغضب وعدم الرضا وغيرها من أمراض القلوب لأنه سبحانه لا يقبل في الجنة ولا يعطي نوره في الدنيا إلا للقلوب السليمة، ويقول الله تعالى: "وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ". [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي